رسالة إلى كل رجل يتحامل على من تضطرها الظروف لاستقلال إحدى عربات الرجال أو العربات المشتركة بين الرجال والنساء بمترو الأنفاق.. فما دعانى أن أطرح هذا الموضوع هى تجربة سريعة أمام عينى بإحدى تلك العربات، فلقد اضطرتنى الظروف لأن أقوم بركن سيارتى بجوار إحدى محطات المترو، كنت وقتها أتحامل كثيرا على قدمى من شدة الألم، وعندما صعدت إلى المحطة كنت متأخرة عن موعدى الحساس الهام جدًا! وإذ بى أجد أبواب المترو لازالت مفتوحة فاستطعت بفضل الله أن أستقل المترو وحمدت الله على أن لحقت به، ولأننى نادرًا ما أستقله، ومع تعجلى لموعدى، والآلام التى تتملك قدمى، فلم أعرف تحديدًا أين العربة المخصصة للسيدات، وكان هذا هو سبب استقلالى العربة المشتركة التى لا أفضل إطلاقًا استقلالها دونا عن عربة السيدات.. وفور صعودى وجدت أخًا لى فى الله ينهض بحماس لكى أجلس مكانه، ولكننى شكرت له موقفه الرجولى واعتذرت له عن الجلوس نظرًا لتحرجى من ضيق المكان.. ولكن ما آلمنى نفسيًا يا إخوانى هو أخ آخر أخذ ينادى بأعلى صوته لجميع السيدات والرجال بالعربة: "إنتوا بتقعدوهم مكانكم لييييه؟! هما مش عندهم عربية مخصوصة ليهم؟! هما مزاحمننا فى كل حاااااجة!! أى واحد يقعد واحدة مكانه يبقي....". كانت هذه هى كلماته التى جعلتنى أتصبب عرقًا من الخجل، وتمنيت وقتها لو أننى لم أستقل المترو! ولهذا لى همسة فى أذن كل من يفكر بأسلوب هذا الرجل، الذى ترجم الشهامة والمواقف الرجولية الحقيقية لبعض الإخوة الكرام ترجمة خاطئة بمنتهى سوء النية، هؤلاء الإخوة الذين حتما لديهم زوجات وأخوات وأمهات ربما مررن بظروف مرضية أو قهرية اضطرتهن لنفس المسلك! فعليكم إخوانى أن تلتمسوا الأعذار للغير! فربما أختك التى اضطرت لاستقلال العربة المشتركة كانت مريضة أو بها إصابة ولا يظهر عليها ولا تستطيع أن تذهب للرصيف الذى تقف أمامه عربة السيدات، وربما كانت على عجلة من أمرها لاقتراب موعد عملها الذى يساعدها وأسرتها على المعيشة وكان يرأسها شخص متسلط ومتشدد فى العمل وتسبب تأخيرها فى فصلها عن العمل وفقدان مصدر رزقها، ومن الوارد أيضا أن تكون حاملا فى بدايات الحمل ولم يظهر عليها، كل هذه الأعذار وغيرها واردة يا سادة، فلماذا يتحامل بعض الإخوة على بعض الأخوات بهذا الشكل المزعج؟!! ونفس كلمات اللوم أوجهها أيضا لبعض الأخوات اللاتى يتعاملن بأسلوب الفك المفترس حين يتمكن من فريسته! فويل وقتها لرجل مهما كان سنه وقد ركب عربة السيدات عن طريق الخطأ، فلكم يا سادة أن تتخيلوا حظه الأسود الذى أوقعه فى ذلك المكان الأنثوى!!! فبالله عليكم رفقا ببعضنا البعض، فكل منا لا يعلم بأحوال عباد الله وما بداخلهم من هموم أو آلام، فارحموا مَن فى الأرض يرحمكم مَن فى السماء.