قال العقيد صالح الصبيحي, المؤيد للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي, إن الغارات, التي تشنها الدول المشاركة في "عاصفة الحزم", نجحت في تدمير أكثر من 40 في المائة من الدفاعات الجوية للحوثيين. كما نقلت وكالة "الأسوشيتد برس" الأمريكية عن مسئول أمني يمني مؤيد للرئيس هادي, قوله :"إن نحو 80 من المتمردين المسلحين, أغلبهم من قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، قتلوا في غارات (عاصفة الحزم)، التي تهدف لإضعاف القوة العسكرية للحوثيين وقوات صالح, قبل اتخاذ أي قرار بمشاركة قوات برية". وأرجع هذا المسئول سبب استيلاء الحوثيين على السلطة وتمددهم في أنحاء البلاد, دون مقاومة تذكر, لغياب القوة العسكرية المتمثلة في الجيش، الذي يدين 70% منه بالولاء للرئيس المخلوع صالح. وسيطرت قوات موالية لجماعة الحوثي وللرئيس المخلوع صالح يوم الجمعة الموافق 27 مارس على مناطق جديدة في جنوب وشرق اليمن, واستمرت في محاولاتها التقدم باتجاه عدن رغم تكبدها خسائر في الأرواح في اشتباكات مع مسلحين مؤيدين للرئيس عبد ربه منصور هادي. وقال شهود عيان ل"الجزيرة" إن مسلحين حوثيين مدعومين بوحدات موالية لصالح سيطروا الجمعة على مدينة شقرة ومينائها بمحافظة أبين (100 كلم شرقي مدينة عدن), وهي المنطقة الأقرب لبحر العرب, التي يحكم الحوثيون قبضتهم عليها. وتعني سيطرة الحوثيين على شقرة أنهم باتوا يتحكمون في المداخل البرية لميناء مدينة عدن التي حاولوا في الأيام الأخيرة السيطرة عليها بمساعدة وحدات من الجيش موالية للنظام السابق. وكان الحوثيون سيطروا في وقت سابق على مدينة لودر بأبين. كما سيطر الحوثيون الجمعة على منطقة "بيحان" بمحافظة شبوة (شرقي اليمن), وهي أول منطقة بالمحافظة تصبح خاضعة لهم. وتمكن مسلحو الحوثي من السيطرة على بيحان بدعم من قوات عسكرية موالية لصالح بعد اشتباكات مع مسلحي القبائل, سقط فيها قتلى من الطرفين. ومن جهته, أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات موالية للحوثيين وصالح وصلت إلى لحج قادمة من تعز, وتقع كلتا المحافظتين شمالي عدن. وكان الحوثيون وحلفاؤهم قد أرسلوا في الأيام القليلة الماضية أرتالا عسكرية إلى عدن بهدف الاستيلاء عليها. وتعرض الجمعة رتل للحوثيين مؤلف من ثلاث سيارات لكمين نصبته له اللجان الشعبية المؤيدة لهادي في منطقة بلحج تبعد 15 كيلومترا شمالي عدن. وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية إن 15 حوثيا قتلوا في الكمين, كما قتل الجمعة أربعة جنود موالين للحوثيين في هجوم صاروخي بمحافظة أبين بينما كانوا في طريقهم إلى عدن. وكانت اللجان الشعبية المؤيدة لهادي, طردت في اليومين الماضيين معظم القوات الموالية للحوثيين من عدن ومن بعض المواقع في لحج وبين محافظتي مأرب والبيضاء. بيد أن الدعم الذي يلقاه الحوثيون من وحدات الجيش الموالية لصالح سمحت لهم بتصعيد الضغط على المحافظاتالجنوبية -ومنها عدن- رغم الضربات الجوية التي يشنها ضدهم التحالف الذي تقوده السعودية. وكان مسلحو اللجان الشعبية أعلنوا الجمعة حظرا على التجول خلال الليل في مدينة عدن تحسبا لتحرك تقوم به خلايا مسلحة تابعة للحوثيين في المدينة. وأُعلن القرار إثر محاولة قوات موالية للحوثيين استعادة مواقع عسكرية فقدتها في وقت سابق, وبسبب وجود حوثيين وجنود مختبئين في المدينة، حسبما يقول سكان ومصادر أمنية. وكانت عدن شهدت على مدى أيام اشتباكات دامية بين اللجان الشعبية المؤيدة لهادي من جهة, والحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى. وقد قتل وجرح عشرات من الطرفين في المواجهات. وتعرض الجمعة معسكر "بدر" التابع للجيش في مدينة عدن لأعمال نهب واسعة من قبل مواطنين بعد انسحاب الجنود الذين كانوا يحمونه. وقتل خمسة أشخاص بسبب التدافع أثناء عمليات النهب، بينما أصيب آخرون في إطلاق نار عشوائي في أرجاء المدينة. يذكر أن اللجان الشعبية استعادت السيطرة على مطار عدن ومقار عسكرية بالمدينة ومحيطها من قبضة الحوثيين وحلفائهم.