أيد إسلاميون معارضون للسلطة الحالية، العملية العسكرية "عاصفة الحزم"، التي تقودها السعودية في اليمن و10دول عربية أخرى، للدفاع عن "شرعية" الرئيس عبدربه منصور هادي، في مواجهة المتمردين الحوثيين، لكنهم أبدو رفضهم مما اعتبروه تناقضًا في الموقف "العربي- الإقليمي" فيما يتعلق ب"الانقلاب" بمصر واليمن. وقال الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب "البناء والتنمية": "في الوقت الذي نقف فيه مع الشعوب في طريقها لتحرير إرادتها وعدم الخضوع لإرادة مستبديها، فإنه من المبدئي والموضوعي والطبيعي أيضًا أن تقف مع الشعب اليمنى الذي اعتدت عليه مليشيا الحوثي لأننا بذلك تقف في جانب الحق ونصرة المظلوم". وأضاف الزمر ل "المصريون": "في الوقت الذي نعتبر فيه أن العدوان على إرادة الشعب المصري يوجب المدافعة فكذلك عدوان الحوثي على إرادة الشعب اليمنى يجب دفعه كما نرى أن العمل على وقف التمدد الإيراني أصبح ضرورة لأنه يهدد بتفجير صراع شيعي سني لن يستفيد منه سوى الكيان الصهيوني". وتابع: "نأمل أن نكون أمام مرحلة جديدة يستكمل فيها الربيع العربى وتعتق فيها شعوبه من جلاديها ويسود بلادنا العدل ونقف جميعا فى وجه الظلم". في السياق ذاته، قال خالد الشريف المتحدث باسم "المجلس الثورى المصري" (معارض)، إن "احترام إرادة الشعوب العربية هي السبيل الوحيد لاستقرار وأمن المنطقة". وأضاف: "للأسف الشديد ما فعله النظام في مصر وتدمير التجربة الديمقراطية كان ملهمًا للحوثيين في انقلابهم على الشرعية". واعتبر أن "الغارات الجوية التي تقودها المملكة العربية السعودية جاءت لتصحيح الأوضاع في اليمن ومنع انتشار الفوضى والتمدد الإيراني في المنطقة". من جانبه، اعتبر مجدي سالم، نائب رئيس "الحزب الإسلامي"، والقيادي ب "التحالف الوطني لدعم الشرعة"، أن دعم قيادات الخليج لما وصفه ب"الانقلاب" في مصر على الرئيس الشرعي هو الذي أنتج انقلاب الحوثيين في اليمن، مضيفًا: "لولا دعمكم للانقلاب في مصر ما حدث انقلاب الحوثيين". فيما رأى مصطفى البدري، القيادي ب "الجبهة السلفية"، أن عملية "عاصفة الحزم" تعكس "تناقض الموقف العربي والإقليمي للحفاظ على الشرعية في اليمن"، مشيرًا إلى أن "التناقض يكمن في أن عامة المشاركين قد ساعدوا ومازالوا يساعدون "الانقلاب" على الشرعية المنتخبة في مصر، والأعجب من ذلك أن يشارك في هذه العملية عبدالفتاح السيسي". وأضاف "تفسير هذا التناقض هو أن العالم لم يعد يعتدّ بشيء اسمه المبادئ، وأصبحت لغة المصلحة فقط هي المسيطرة على النظام العالمي ومجلس الأمن والأمم المتحدة ومن خلفهم كل التحالفات الإقليمية الأخرى". وطالب البدري شعوب الخليج ب "مساءلة حكوماتهم: لماذا تنفقون المليارات دعما لما وصفه ب"لانقلاب" في مصر، ثم تنفقون مليارات أخرى محاربة لانقلاب عسكري دموي في اليمن"؟!. ومع الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، بدأت طائرات تحالف، تقوده السعودية، في قصف مواقع عسكرية لمسلحي جماعة "الحوثي"، ولقوات موالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، ضمن عملية "عاصفة الحزم"، التي تقول الرياض إنها تأتي استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية".