رغم العادات والتقاليد الصارمة بالمنيا إلا أن هناك سيدات ونساء تحدين الظروف وقابلتها بكل قوة وصرامة كى تعبر بأسرتها إلى بر الأمان، ورغم تلك الظروف إلا أنه ما زالت تقدم نموذجًا للمرأة التى يجب أن تكرم فى عيدها. ففى قرية طحا الأعمدة التابعة لمركز سمالوط، رصدت "المصريون" 97 حالة من الأرامل والمطلقات وبعضهن يعمل لمرض أزواجهن وحكايات يشيب لها الولدان تلك القرية التى يبلغ تعداد سكانها أكثر من 40 ألف نسمة إلا أن هناك حالات كثيرة لم نستطع رصدها لكبر حجم القرية. ففى القرية إما أرملة أو مطلقة أو امرأة أرغمها غياب العائل إلى العمل كى تتغلب على ظروفها القاسية، وفضلت أن تعمل لدى الغير فى مهنة شاقة لا يقدر عليها إلا الرجال رغم العادات والتقاليد بين أهالى الصعيد بخروج المرأة إلى الحقول والعمل بالفلاحة والزراعة. تقول رئيسة عبد الحكيم، والتى اقترب سنها من الستين وجسمها النحيف، إلا أنها استطاعت أن تجاهد وتكافح بالعرق وبالحلال من أجل أولادها لم تتخل عن أولادها الصغار بعد فراق زوجها أحمد عثمان، الذى ترك لها 4 أولاد ولدين وبنتين والذى توفى منذ 12 عامًا. وأضافت رئيسة، أننى خرجت إلى الحقول وعملت لدى ملاك وأصحاب الأراضى والحدائق والبساتين، كما عملت فلاحة فى إنتاج الخبز البلدى المعروف ب "البتاو" وهو عيش أبيض مصنوع من الذرة، للحصول على ملاليم قليلة بدأت من 2 جنيه طوال اليوم حتى وصلت اليوم إلى 20 جنيهًا. وأوضحت عبير علي، فى العقد الرابع من العمر، وتعمل منذ 21 عامًا من زواجها على زوجها ناصر عبد الغنى عبد الظاهر، الذى ابتلى بمرض الفشل الكلوى بعد زواجها منه بعدة أشهر ورغم أنها أنجبت 3 أولاد بنتين وولدًا رضيعًا لا يتعدى عمره عامان ومرض زوجها الذى أعجزه عن الكسب والعمل اضطرت لأن تخرج للعمل وتكافح وتجاهد وتنفق على أولادها حتى استطاعت أن تزوج ابنتها الكبرى والثانية التى أوشكت على الزواج بعد أن وصل سنها إلى 18 عامًا وتصر على تجهيزها وزواجها وعلاء الرضيع الذى تصر على تعليمه حتى تخرجه من الهلاك، حسب قولها. وأشارت إلى أنها تخرج إلى الحقول تزرع عند ملاك الأراضى وتحصد القمح وتزرع البرسيم والعنب وتجيد العمل فى الحدائق. وتابعت وهى تبكى وزوجها يسرد مأساة مرضه وهى تقول: "اعمل إيه حتى تمن الفطار مش بنلاقيه". كما أضافت نفيسة عبد الظاهر، ربة منزل، والتى تبلغ من العمر 46 عامًا، أنها بعد وفاة زوجها بعامين تقريبًا ظلت وحيدة ومعها ولد وبنتان، زوجت إحداهما وطفل صغير يدرس بمعهد دينى، ورغم معاشها الضئيل الذى لم يتجاوز 285 جنيهًا ولا يكفيها إلا أنها تضطر إلى العمل بالمزارع والحدائق والحقول. فيما أشارت أم هاشم على إبراهيم، التى تسكن فى حجرتين مع والدتها المريضة بالسرطان والسعال وهى ابنه 23 عامًا، إلى أنها لم تستطع أن تتعلم بعد وفاة والدها منذ 20 عامًا، حيث أصيبت والدتها بنقص فى الصفائح الدموية وتطور المرض إلى تورم كامل فى جسدها، وأنها لا تريد منزلًا ولا وظيفة إنما كل غرضها أن تجد من يساعدها فى علاج على نفقة الدولة. فيما أكدت هناء عبد الحميد، نقيبة العاملات الفلاحات بالمنيا، وهى أول نقابة تعمل من أجل حماية المهمشات فى كل قرى المحافظة، أنه من أجل الدفاع عن حقوق المرأة المعيلة والريفية المهمشة لدى الغير، كانت تلك المشكلة التى دفعتها لإنشاء نقابة للسيدات العاملات لدى الغير فى الزراعة، حيث تبلورت منذ عام بعد أن رأت ملاك الأراضى يهضمون حق الفلاحات من الأرامل والمطلقات من الأجر الكامل وغياب دور الحكومة فى رعايتهن ومنحهن الحقوق للمرأة الريفية التى ما زالت مهمشة حتى فى ظل القوانين وعدم تفعيل دور المرأة المعيلة. شاهد الفيديو : شاهد الصور..