طالب الباحث الأثري المصري عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بالوجه البحري وسيناء بضرورة تشكيل لجنة تقصى حقائق عاجلة للوقوف على الوضع الراهن من تعديات وأعمال تدمير إسرائيلية على المقدسات الفلسطينية. ويأتي ذلك في إطار مواجهة التحدي الصهيوني لمشاعر العرب والمسلمين بالتعدي على المقدسات بفلسطين وأحدثها منذ يومين من حرق وهدم مسجد في الجليل من قبل المتطرفين اليهود. ووجه الباحث المصري نداء عاجلا من أجل تشكيل لجنة من علماء الآثار وخبراء الترميم العرب والمسلمين تحت إشراف منظمات الإليكسو(منظمة اليونسكو العربية) والإيسيسكو (منظمة اليونيسكو الاسلامية) وجامعة الدول العربية تتوجه فورا إلى فلسطين للمعاينة وتحديد سبل الحماية والترميم للمقدسات والوقف الفوري لكل أعمال التخريب والتدنيس للمقدسات. وقال الباحث "إن هذه الأعمال التخريبية تمثل إهانة وإذلال لكل مسلمي العالم وتخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية الخاصة بعد ازدراء الأديان ومراجعة كل القرارات الدولية وقرارات اليونسكو بحماية التراث والتى تخالفها إسرائيل وتتحدى المجتمع الدولى .. والعمل على اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها عن طريق اتحاد المحامين العرب وإشراك المنظمات الحقوقية العالمية في ذلك ". ودعا ريحان إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي لدائرة الآثار الفلسطينية بإنشاء صندوق خاص لحماية وترميم الآثار الفلسطينية أسوة بالصناديق الصهيونية الشهيرة التي تمول أعمال الحفر والتخريب والهدم للمسجد الأقصى. بالإضافة إلى توثيق عروبة القدس وآثار فلسطين بإنشاء مركز علمي خاص بجامعة الدول العربية تحفظ به كل الكتب والوثائق والدراسات الخاصة بفلسطين وكذلك كل الوثائق الخاصة باجتماعات لجنة التراث العالمي سنوياً مع تبادلها عربياً وإسلامياً لاتخاذ مواقف موحدة تجاه قضايا التراث بالعالم العربي والإسلامي ومواجهة المشاريع الصهيونية لتهويد الآثار العربية. وحث ريحان على مطالبة الإعلام العربي والإسلامي بزيادة برامج التوعية بقضايا التراث والمقدسات بالدول العربية والإسلامية وتخصيص برامج خاصة لذلك وعمل صحوة لشباب الأمة الباحث عن الهوية . تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الفلسطينية واستعرض الباحث الأثري عبد الرحيم ريحان الاعتداءات الإسرائيلية التي تمت على المقدسات الفلسطينية وفى مقدمتها الاعتداء على الحرم القدسي الشريف ومحاولة ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح لقائمة الآثار اليهودية المزعومة. كما تم تدمير المساجد الأثرية بغزة مثل الجامع العمري الكبير بحي الدرج الذي يعود للقرن الثاني عشر الميلادى ومسجد السيد هاشم الذى يقع بحى الدرج ويعود للعصر المملوكي وجامع كاتب الولاية بحى الزيتون عصر مملوكى 735ه/1334م و جامع ابن عثمان بحي الشجاعية و جامع المحكمة البردبكية بحى الشجاعية. وأشار الباحث إلى أن اليهود حولوا المسجد الكبير ببئر سبع إلى مركز للاعتقالات ولم يعد لمواطني بئر السبع مسجد آخر يصلون فيه وتقدموا بالتماس إلى المحكمة لإعادة فتحه ولا تزال إسرائيل ترفض أن يستخدم كدار عبادة وقالت السلطات أنها تنوى استخدام المسجد كمتحف للآثار . وقال انه في قرية عين حوض بحيفا حولوا مسجدها إلى حانة باسم "حانة بونانزا" وغيروا ملامحه المعمارية ودمروا مساجد قيسارية وحولوا المصليات الصغيرة إلى مراحيض عامة كما حولوا المسجد الجامع الواقع على شاطئ البحر إلى مخزن ومطعم باسم " مطعم تشارلى" تقدم فيه الخمور. وفى قرية وادي حنين سمحت إدارة الأراضي الصهيونية بتصوير فيلم للعراة في الجامع الأحمر الذي شيده السلطان المملوكي الظاهر بيبرس عام 674ه/ 1275م كما حول اليهود بعض المساجد إلى معابد يهودية مثل مسجد قرية وادي حنين الذي شيد عام 1354ه/1934م وكتبت على باب المسجد لافتة بالخط العبري (تأسس كنيس جئولات يسرائيل عام 1948م) . وقال الباحث لقد كان في قرية العباسية مسجدان هدم الصهاينة أحدهما وتحول الآخر إلى كنيس باسم "شالوم شبدي" وعلقت على جدرانه لافتة كتب عليها بالعبرية (اقتلوا العرب) وفى قرية المسعودية تحول مسجدها إلى كنيس وفى قرية يازور تحول مسجدها ذو القباب على الطراز المملوكي إلى كنيس باسم "شعرى تسيون".