كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها السنوي أنَّ أعداد اللاجئين السوريين تجاوزت 5 ملايين و835 ألفًا، يشكل الأطفال أكثر من 50%، بينما تبلغ نسبة النساء 35%، و15% من الرجال. ويلفت التقرير، الذي توافق نشره مع دخول الثورة السورية عامها الخامس، إلى أنَّ مفوضية الأممالمتحدة للاجئين تفتقد للرقم الحقيقي ولاتذكره في إحصاءاتها، وذلك بسبب أن الكثير منهم وصلوا إلى دول اللجوء عبر طرق وممرات حدودية بطرق غير شرعية، خوفًا من عدم استقبالهم، وهناك أعداد أخرى تم استقبالها عبر أقرباء لهم. ووضعت الشبكة خريطة تفصيلية لتوزع اللاجئين السوريين على النحو التالي: تركيا: في المرتبة الأولى بما لا يقل عن مليون و900 ألف لاجئ، بينهم قرابة 450 ألف طفل وما لا يقل عن 270 ألف امرأة، قرابة 62% منهم بدون أوراق ثبوتية (أي مليون و100 ألف شخص). لبنان: في المرتبة الثانية بين دول الجوار في استقبال اللاجئين، وذلك بعد هروب آلاف السوريين من عمليات التطهير الطائفي في بانياس، والبيضا، وبعد المعارك القاسية في ريف حمص الغربي، في مدينة القصير وما جاورها، وأخيرًا في ريف دمشق في منطقه القلمون. ففي لبنان ما لا يقل عن مليون و700 ألف لاجئ، بينهم نحو 570 ألف طفل وما لا يقل عن 190 ألف امرأة، قرابة 27% منهم (أي قرابة ال 459 ألف شخص) بدون أوراق ثبوتية. الأردن: ما لا يقل عن مليون و400 ألف لاجئ، بينهم نحو 350 ألف طفل وما لا يقل عن 175 ألف امرأة، قرابة 36% منهم بدون أوراق ثبوتية (أي 490 ألفًا). العراق: ما لا يقل عن 525 ألف لاجئ بينهم قرابة 160 ألف طفل وما لا يقل عن 50 ألف امرأه. مصر: ما لا يقل عن 270 ألف لاجئ بينهم قرابة 120 ألف طفل و75 ألف امرأة. ويلفت التقرير إلى سوء معاملة اللاجئين بعد "الانقلاب العسكري" متسببًا بطرد ما لا يقل عن 3 آلاف لاجئ سوري على نحو تعسفي، ودون مراعاة لأي حقوق للاجئين السوريين، وجلهم من النساء والأطفال. دول المغرب العربي (ليبيا، والجزائر، والمغرب): ما لا يقل عن 40 ألف لاجئ سوري. ويسلط التقرير الضوء على أبرز الصعوبات على الصعيد الاجتماعي، فعلى المستوى التعليمي يؤكد التقرير أنَّ ربع الأطفال اللاجئين لا يتلقون أي نوع من التعليم منذ أكثر من سنة، كمعدل وسطي في مختلف البلدان، ويبلغ عددهم ما يقارب مليون و300 ألف لاجئ، وتتفاوت نسبتهم بين بلد وآخر، ويعتبر اللاجئون في لبنان الأسوأ حالًا في هذا المجال، حيث تتجاوز نسبة عدم الملتحقين بالتعليم بين اللاجئين السوريين 40% للأطفال، وطلاب الجامعات. ويحذر التقرير من أنَّ هذه الأرقام تعد في غاية الخطورة، وأنَّ آثارها سوف تمتد لأجيال قادمة، كما يحذر من مخاطر تهدد اللاجئين السوريين على المسوى الغذائي، والطبي، والسكن، والحرمان من حقوق اللجوء، وعلى مستوى التهديدات العنصرية (المعاملة بعنصرية ضد اللاجئين). وبحسب تقرير لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونسيف)، صدر قبل ثلاثة أيام، "يعيش مليونا طفل سوري تقريبًا كلاجئين في لبنان، وتركيا، والأردن، وبلدان أخرى". ورغم دخول الثورة السورية عامها الخامس، وفقًا لتقرير اليونيسيف، "لا يزال أكثر من 5.6 مليون طفل داخل سوريا يواجهون ظروفا بائسة، حيث يعيش مليونا طفل في مناطق معزولة إلى حدٍ كبير عن المساعدات الإنسانية، جراء القتال الدائر، إضافة إلى تغيب نحو 2.6 مليون طفل سوري عن المدرسة في داخل البلاد وخارجها". وانطلقت في سوريا عام 2011 احتجاجات شعبية تطالب بإنهاء أكثر من 44 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، ما قابله النظام بقمع أمني أطلق صراعًا بين قوات النظام والمعارضة، أوقعت حوالي 220 ألف قتيل، وتسببت في نزوح نحو 10 ملايين سوري عن مساكنهم داخل البلاد وخارجها، بحسب إحصاءات أممية وحقوقية.