رفعت مصر حالة التأهب الأمني على الحدود الغربية مع ليبيا، في أعقاب تحذيرات للمخابرات الأمريكية من محاولات عناصر من "القاعدة" ومهربي السلاح في تهريب كميات كبيرة من الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها إبان المواجهات بين الثوار ونظام معمر القذافي، خاصة الصواريخ المضادة للطائرات، فضلاً عن مخاوف من الاستيلاء على أسلحة كيماوية وبيولوجية، بعد اكتشاف مخزن للأسلحة الكيماوية في الجفرة جنوب ليبيا مؤخرا. وتتخوف المخابرات الأمريكية والاستخبارات العربية من حصول "القاعدة" على صواريخ "أرض جو من نوع سام 7، والتي كانت ضمن ترسانة أسلحة الجيش الليبي فى عهد العقيد القذافي، وتحشى من سقوطها في أيدي عناصر من "القاعدة" ضمن قوات الثوار. وتقول "سي آي إيه" إن هؤلاء يسهلون عمليات التهريب عبر الأراضى المصرية بشكل خاص، كما طلبت تشديد الإجراءات الأمنية على حدودها مع غزة لمنع وصول تلك الصواريخ إلى عناصر حركة "حماس". وحذرت المخابرات الأمريكية دول الجوار الليبي غربا وجنوبا من تسرب تلك الصواريخ ووقوعها فى أيدي عناصر"القاعدة"، أو حتى فى أيدي عناصر محلية معارضة، حيث يمكن لهذه الصواريخ تهديد حركة الطيران المدني فى أجواء دول الجوار الليبي. وتجري عناصر من القوات الفرنسية والأمريكية والبريطانية متخصصة فى أسلحة الدمار الشامل مسحا للأماكن المشتبه أن يكون القذافي قد استخدمها كمخازن للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية. وكان الضابط محمد عدية، المكلف بملف التسلح في المجلس الوطني الانتقالي الليبي أعلن السبت فى مؤتمر صحفي بأحد مخازن السلاح فى بنغازى أن نحو 5 آلاف صاروخ أرض جو من نوع سام-7 من ترسانة سلاح الجيش الليبي لا تزال مفقودة. وأكد ان القذافي كان قد اشترى نحو 20 ألف صاروخ ارض جو من نوع سام-7 من صنع سوفيتي أو بلغاري خلال السنوات الماضية، وأن أكثر من 14 ألف صاروخ من هذا النوع إما استخدمت أو دمرت أو أصبحت غير صالحة، حيث كانت تخزن الكمية الأكبر منها بمدينة الزنتان جنوب غرب طرابلس . وكشف عدية عن فقد نحو 5 آلاف منها، فى حين عثرت قوات الثوار على نحو500 فقط من هذه الصواريخ تم تخزينها ببنغازي، وأعرب عن تخوفه من وقوعها فى أيدي عناصر "إرهابية" خارج ليبيا حيث يمكن استخدام تلك الصواريخ لإسقاط الطائرات المدنية. وأعلن تدمير الثوار لنحو 180 من هذه الصواريخ التى تشبه صواريخ "ستينجر" الأمريكية المحمولة كتفا والتي استخدمها المجاهدون فى أفغانستان ضد قوات الغزو السوفيتية فى ثمانينات القرن الماضي. وقال فى تصريحاته أمام مجموعة من الخبراء الأمريكيين - كانوا متواجدين حيث مخزن تلك الصواريخ - إن "هذه الصواريخ تعود إلى السبعينات وهي تعتبر متخلفة مقارنة بما تحقق لاحقا من تقدم تكنولوجي في هذا الإطار ولا سبب يدعونا إلى الإبقاء عليها". وقال أحد الخبراء الأمريكيين ممن حضروا اللقاء مقدما نفسه على أنه يعمل في شركة متعاقدة مع الحكومة الأمريكية رافضا كشف اسمه، إن هناك نحو 5000 صاروخ أرض جو مفقودة، ومازال هناك الكثير من العمل للعثور عليها ومنع وصولها لأيادي العناصر "الإرهابية"، بحسب تعبيره. وكانت أجهزة الأمن بالإسماعيلية ضبطت الشهر الماضي 8 صواريخ مضادة للطائرات، بالإضافة إلى أدوات إطلاق تلك الصواريخ داخل أربعة صناديق خشبية بمنطقة جبلية خلف مستشفى أبو خليفة بالإسماعيلية قرب المجرى الملاحي لقناة السويس يشتبه أنها كانت في طريقها إلى سيناء لتفريغها من المادة المتفجرة وتهريبها إلى قطاع غزة. كما ضبطت قوات الأمن المصرية أيضا الخميس الماضي مخزنا كبيرا للمتفجرات والصواريخ وسط سيناء، ضم نحو 50 صاروخ أرض جو مضاد للطائرات، بالإضافة إلى 600 دانة مدفع مختلفة الأحجام. وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة فى أغسطس الماضي من ضبط 25 صاروخا مضادا للطائرات و9 مجموعات خاصة بإطلاق تلك الصواريخ بحوزة شخصين من المهربين، حين تمكنت القوة الأمنية المعينة بالكمين 126 طريق العلمين بدائرة مركز شرطة وادى النطرون من ضبط السيارة رقم ( ط ر 1365 مصر) بصندوقها الخلفي 25 صاروخا مضادا للطائرات و9 مجموعات خاصة بإطلاق تلك الصواريخ. وأكدت التحقيقات ان تلك الصواريخ مهربة من ليبيا، حيث تم إحباط عدة محاولات لتهريب الأسلحة لمصر الأشهر الماضية سواء عن طريق سفن بحرية أو عن طريق الحدود الليبية المصرية. يذكر أن "المصريون" كانت قد انفردت فى يونيو 2009 بالكشف عن سر انتشار مرض الطاعون في أحد معسكرات الأمن الليبي فى منطقة الطرشة جنوب مدينة طبرق، التي تبعد 150 كم عن الحدود المصرية، حيث انتشر المرض نتيجة تسرب البكتريا المسببة للمرض من بقايا مخزون الأسلحة البيولوجية الليبية الذى كان يخزن فى هذا المعسكر.