طلب مجلس النواب الليبي (البرلمان) المنعقد في مدينة طبرق، شرقي البلاد، من بعثة الأممالمتحدة، تأجيل جولة الحوار السياسي المقررة غدًا الأربعاء، بالمغرب، لمناقشة مقترح تشكيل حكومة الوفاق الوطني، التي تم الاتفاق على تشكيلها خلال الجلسات السابقة. جاء ذلك خلال جلسة لمجلس النواب بطبرق، طُلب خلالها من أعضاء لجنة الحوار، التواصل مع بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، التي ترعى الحوار، لطلب تأجيل موعد جلسة الحوار القادمة، حتى يتمكن المجلس من دراسة المقترحات حول تشكيل حكومة الوفاق الوطني، دراسة وافية، حسب المتحدث باسم المجلس فرج بو هاشم. وأضاف بوهاشم، في حديث للأناضول عبر الهاتف، أن "لجنة الحوار المكلفة من قبل البرلمان (بطبرق)، لتمثيله في جولات الحوار السياسي بالمغرب، حضروا خلال اجتماع النواب اليوم، وقاموا باطلاع المجلس على ما دار خلال جلسات الحوار الماضية والتي عقدت بالمغرب". وأوضح أن أعضاء اللجنة عرضوا أثناء الجلسة مقترحات مكتوبة لحكومة وفاق وطني، وترتيبات أمنية، وملخصا لأولويات حكومة التوافق الوطني، وفقا لجلسات الحوار السابقة. وبحسب بوهاشم فإن مجلس النواب بطبرق "خلص اليوم بعد الاستماع إلى أعضاء اللجنة، إلى عدة نقاط، أهمها رفض المجلس اقتراح أسماء للحكومة، إلا وفق خارطة طريق واضحة المعالم". كما أعد مجلس النواب، حسب المصدر، خارطة طريق، تضمنت ضرورة الاتفاق على كل المراحل بوثيقة مكتوبة، إضافة إلى وجوب أن تتناول الوثيقة الوضع القانوني والدستورى للحكومة وعلاقتها بمجلس النواب. وأضاف بوهاشم: "تضمنت الخارطة أيضاً وجوب توضيح علاقة الحكومة بالمسار الديمقراطى والدستورى، خاصة المرحلة الانتقالية الثالثة، وضرورة وجود ضمانات دولية وإقليمية داعمة لتنفيذخارطة الطريق، على أن تمر هذه الخارطة بالتوافق داخل مجلس النواب". كما أوضح أن المجلس قرر أن "الوفد المفاوض من طرف مجلس النواب، غير مخول بالتوقيع على أي أتفاق إلا بعد الرجوع للمجلس"، مشيراً إلى أنه "تم تعليق الجلسة إلى يوم الخميس القادم". وجلست الأطراف المشاركة بالحوار الليبي بمدينة الصخيرات المغربية، لأول مرة، على طاولة واحدة، السبت الماضي، إلى جانب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، ووزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، بصفته ممثلا للبلد المضيف للمفاوضات، قبل أن تبدأ الوفود المشاركة في الحوار مشاورات معها الكيانات التي تمثلها حتى غدا الأربعاء. وكان كل طرف عقد مع المبعوث الأممي إلى ليبيا، منذ الخميس الماضي، جلسات منفردة، بالمدينة نفسها. كما انطلقت في الجزائر، اليوم الثلاثاء، جولة للحوار بين الفرقاء الليبيين برعاية الأممالمتحدة لبحث مخرج سياسي للأزمة في البلاد. وقالت الإذاعة الحكومية الجزائرية اليوم الثلاثاء إنه "انطلقت يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أشغال (أعمال) الاجتماع الذي يضم قادة أحزاب سياسية ونشطاء سياسيين ليبيين بدعم من الجزائر وبرعاية من الأممالمتحدة بغية إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا". وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان، هما حكومة عبد الله الثني (تعترف بها المؤسسات الدولية) التابعة لمجلس النواب بطبرق المعترف بها من المنظمات الدولية، وحكومة عمر الحاسي، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام (منتهية ولايته وعاود الانعقاد)، والتي تتخذ من طرابلس مقرا لها.