ازدحم آلاف الفلسطينيين في صالة الانتظار بالجانب الفلسطيني من معبر رفح البري على الحدود بين قطاع غزة ومصر، منذ ساعات صباح اليوم الاثنين الأولى، حيث فتح المعبر لسفر الحالات الإنسانية، بعد إغلاق دام نحو 45 يوما متواصلا. وفتحت السلطات المصرية، صباح اليوم الإثنين، معبر رفح البري، في كلا الاتجاهين، لسفر الحالات الإنسانية في قطاع غزة، وعودة العالقين في الجانب المصري.
وتشكل بوابة معبر رفح المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة البالغ تعدادهم حوالي 1.8 نسمة، بوابة ألم ومعاناة دائمة لدى الغزيين نتيجة الإغلاقات المتكررة التي تمتد لأيام طويلة، خاصة وأن الراغبين في السفر يزيد عددهم عن 10 ألف شخص، وفق رئيس هيئة المعابر بغزة ماهر أبو صبحة.
وتكدس الآلاف منذ ساعات الصباح الباكر أمام بوابة المعبر، لكن الكثير لم يُحالفه الحظ، بينما تمكن قلة فقط من المغادرة، نتيجة بُطء العمل في المعبر اليوم.
حسين فوجود (43 عاما) واحد ممن لم يحافلهم الحظ بالسفر اليوم، فقد انتظر ساعات طويلة داخل صالات معبر رفح، لكن دون جدوى.
ويقول فوجود لمراسل "الأناضول": "أتيت إلى قطاع غزة قادما من مصر حيث مقر إقامتي وعملي قبل أربعة شهور لأزور أهلي هنا على أن أعود بعد شهر واحد فقط ولكن إغلاق المعبر بشكل متواصل منعني من ذلك وإذا لم أسافر غدا فإني سأفقد إقامتي في مصر".
ويضيف فوجود "فقدت عملي في مصر وأنا الآن مهدد بفقدان الإقامة أيضا. يجب على المسؤولين وضع حد لمعاناتنا وفتح المعبر بشكل دائم لأصحاب الإقامات بالدول العربية والأجنبية والمرضى وكبار السن والطلبة على الأقل".
الفلسطينية سعدية عبد الخالق (50 عاما) التي ترغب بالسفر لمصر من أجل العلاج من مرضى تليف الكبد، الذي تُعاني منه منذ سنوات، كانت أكثر حظا من سابقها فقد حصلت على مقعد في الحافلات الأولى وتمكنت من مغادرة القطاع.
وتقول عبد الخالق لمراسل "الأناضول" قبل أن تعبر إلى الجانب المصري من معبر رفح: "أتمنى أن تتم إجراءات سفري فأنا أحاول منذ أربعة أشهر السفر من أجل العلاج من تليف الكبد في المستشفيات المصرية فلا يوجد علاج لهذا المرض في غزة".
وتضيف "أمنيتي أن أعالج في مصر، وأن يستمر فتح معبر رفح بشكل دائم وأن لا يتم ربط أهالي قطاع غزة بالأحداث السياسية والأمنية في سيناء".
وشددت السلطات المصرية منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي، في يوليو/تموز 2013 وما أعقب ذلك من هجمات استهدفت مقار أمنية في شبه جزيرة سيناء المتاخمة للحدود، من إجراءاتها الأمنية على حدودها مع قطاع غزة، حيث طالت تلك الإجراءات، حركة أنفاق التهريب المنتشرة على طول الحدود المشتركة، مع إغلاق معبر رفح البري وفتحه استثنائيا على فترات زمنية متباعدة لسفر الحالات الإنسانية من المرضى والطلبة وأصحاب الإقامات والجنسيات الأجنبية.