حددت اللجنة التحقيقية في البرلمان العراقي الثلاثاء المقبل موعدا لاستدعاء أثيل النجيفي محافظ نينوى (شمال)، للتحقيق معه في أسباب سقوط مدينة الموصل، مركز المحافظة، بيد عناصر تنظيم "داعش" في 10 يونيو/حزيران الماضي. وكانت اللجنة قد استدعت النجيفي منذ شهر للمثول أمامها، إلا أن المستجدات الميدانية، ومتابعة استدعاء قادة في الجيش العراقي، أدت إلى تأجيل استدعائه، ليتم تحديد الثلاثاء القادم كموعد نهائي لهذا التحقيق. ويُتهم النجيفي إلى جانب قيادات عسكرية بالتواطؤ من خلال تسليم المحافظة إلى مقاتلي تنظيم "داعش" بعد الإيعاز لقوات الجيش والشرطة بترك مواقعها والانسحاب بدون قتال، وهو ما نفاه النجيفي في بيانات صحفية سابقة. وقال عبد الرحيم الشمري عضو اللجنة التحقيقية لوكالة الاناضول، إن "اللجنة حددت الثلاثاء القادم موعدا لاستدعاء اثيل النجيفي للرد على الكثير من الاستفسارات المتعلقة بسقوط الموصل بيد داعش". ولفت إلى أن اللجنة التحقيقية حصلت على معلومات "مهمة" من أعضاء في مجلس المحافظة، تشير إلى وجود مسؤولية مباشرة للمحافظ في سقوط الموصل. وأضاف الشمري أن "النجيفي ساهم بشكل كبير قبل سقوط المدينة في تحشيد الشارع بنينوى ضد قوات الجيش العراقي، وهو ما كان له دور كبير في سرعة سقوط المحافظة بيد التنظيم المسلح". وأشار الشمري إلى أن اللجنة لم تقرر استدعاء نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة وقت سقوط مدينة الموصل، وذلك "لعدم وجود أدلة تؤكد إصداره قرارات لقطعات الجيش العراقي بالانسحاب من المدينة". وشكل مجلس النواب (البرلمان) العراقي، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لجنة برلمانية للتحقيق في أسباب وتداعيات سقوط الموصل في أيدي "داعش"، في يونيو/ حزيران الماضي. وبدأت اللجنة عملها منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، باستضافة عدد من قادة الأجهزة الأمنية من بينهم قائد القوات البرية السابق، وقائد عمليات نينوى السابق إضافة إلى آمري الالوية والوحدات العسكرية للوقوف على أسباب انهيار 4 فرق عسكرية خلال ساعات محدودة أمام مسلحي تنظيم "داعش". وفي 10 يونيو/ حزيران الماضي، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل، قبل أن يوسع في وقت لاحق سيطرته على مساحات شاسعة في شمال وغرب العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". ولايزال الغموض يلف الكيفية التي تمكن بها تنظيم "داعش" من السيطرة على مدينة الموصل مع انسحاب 4 فرق عسكرية قتالية دون خوض اي معركة مع المسلحين وهروب قادة كبار الى اقليم شمال العراق. وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة.