أعد طلاب كلية الشريعة في جامعة مرمرة بمدينة اسطنبول؛ مقطع فيديو يتضمن آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة عن سماحة الإسلام، مستعينين في ذلك بست عشرة لغة مختلفة. وأطلق 30 طالبًا في الكلية - بينهم عدد من الطلاب الأجانب - المشروع للتأكيد على أن الإسلام هو دين التسامح، وردًّا على تصاعد الأحداث المناهضة للإسلام في أوروبا، وظاهرة الإسلاموفوبيا المتزايدة عقب الهجوم على مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة. وساهم الطلاب الأجانب بالمشروع من خلال إعدادهم مقاطع، أثناء قضائهم إجازة نصف السنة في بلادهم، تتضمن آيات وأحاديث عن التسامح. ونشرت المجموعة مقطع الفيديو، حيث استغرق إعداده قرابة شهر، على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي حديث مع مراسل الأناضول؛ أفاد الطالب، مسعود أرصلان، صاحب المبادرة في المشروع، أن الفكرة وُلدت خلال حديث مع أصدقائه عما يمكنهم فعله؛ إزاء حوادث إحراق المساجد في السويد، وبعد تلك الأحداث التي تلت الهجوم على مجلة شارلي إيبدو، وحوادث أخرى في ألمانيا، موضحًا أن البعض اقترح إعداد مقطع فيديو، والبعض الآخر أحاديث، ثم استقر الرأي على إعداد مقطع فيديو يتضمن أحاديث نبوية. وقال أرصلان إنهم كانوا يعلمون أن إعداد الفيديو باللغتين التركية والإنكليزية غير كاف، وأنهم تمكنوا من تحديد 16 لغة، من بينها الفرنسية والألمانية والإنكليزية والإيطالية والإسبانية والنرويجية والعبرية، مشيرًا إلى أن الطلاب الأجانب أعدوا في بلدانهم، خلال العطلة الانتصافية؛ المقاطع بلغاتهم التي بتحدثون بها. ولفت أرصلان إلى أن المشروع قوبل بردود فعل إيجابية، مضيفًا: "نال المشروع استحسان أساتذتنا في الكلية. ولقي اعجاب البعض في الإعلام الاجتماعي، كما أن البعض بدأ تبادله. أعتقد أن الفيديو سيكون له صدىً أكبر في الأيام القادمة". من جانبها، قالت "سهيلة أوروج" - طالبة مشاركة في إنجاز المشروع - : " إن الإسلام لم يُعرف بطريقة صحيحة في الغرب "، مضيفة: "لا يعرفون ما هو الإسلام، ومن هو نبينا صلى الله عليه وسلم. لا يعرفون كيف نعيش، على سبيل المثال هناك اعتقاد بأن المرأة تعيش تحت الاضطهاد. وهذا ما دعانا إلى إعداد هذا المشروع". ويؤكد الفيديو على أن الإسلام دين يعلي السلام، كما يشير إلى أن 113 من أصل 114 سورة من القرآن الكريم تبدأ بعبارة الرحمة والشفقة "بسم الله الرحمن الرحيم". ويُورد الفيديو الآية 34 من سورة فُصلت: " وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ، ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"، فضلًا عن عدد من الأحاديث منها "لا يرحم الله من لا يرحم الناس"، و"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".