تواصل القوات العراقية تقدمها نحو مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين، وعاصمة محافظة صلاح الدين (شمال) والتي تخضع لسلطة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" منذ الصيف الماضي خلال عملية أمنية سريعة انطلقت فجر اليوم الاثنين، بحسب مسؤولين حكوميين وعسكريين عراقيين. وقال نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين جاسم محمد للأناضول إن "الجيش والمقاتلين الموالين له دخلوا إلى منطقة حي القادسية شمال تكريت (5 كلم)، بالإضافة إلى تقدم في حي الديوم غرب تكريت (2 كلم)".
وأضاف أن "القوات تواصل تقدمها من محاور عدة باتجاه مركز تكريت"، مشيرا إلى أن "بلدة العلم شرق تكريت (10 كلم) باتت قاب قوسين أو أدنى من التحرير".
وقال محمد إن "القوات تقف على جسر الزركة الواصل ببلدة العلم فيما التنظيم ينتشر بالداخل للاستعداد للمعركة".
وحول وضع مدينة الدور، قال إن "القوات تقدمت في صحراء الجلام وفرضت سيطرتها على مجمع الدور السكني القريب من مركز الدور المحاذية لتكريت".
وتخضع مدينة الدور، مسقط رأس عزة الدوري الأمين العام لحزب البعث المحظور، بالإضافة إلى تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لسلطة تنظيم "داعش" منذ حزيران / يونيو من العام الماضي بالإضافة الى بلدة الشرقاط القريبة.
وتقع تلك المدن بوسط وشرق وشمال صلاح الدين (175 كلم شمال بغداد).
وقال مصدر أمني رفيع في الشرطة الاتحادية العراقية للأناضول، إن "العمليات العسكرية التي انطلقت صباح اليوم الاثنين أسفرت عن تقدم واضح لقوات الجيش والحشد الشعبي وأسفرت عن تحرير منطقتي تل الفضلي وأبو شوارب جنوب تكريت".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن "العمليات انطلقت من شمال سامراء وتم تحرير قرى عشائر البديري والقرى التابعة لها ومنطقة عكار وقرية تل الفضيلي وقرية الطارش عرب البتوني وهي جميعها واقعة بين سامراء وتكريت".
وتابع قائلا إن "القوات العراقية حررت أكثر من 100 شخص كانوا محتجزين لدى داعش داخل اتفاق في المجمع السكني جنوب تكريت في عملية أسفرت عن مقتل حامد السبع البدري وهو مسؤول التنظيم في المجمع السكني".
وقال إن "قوات من الجيش العراقي والحشد بدأت بالتزامن مع هذه العملية بالهجوم على حي القادسية شمال تكريت والديوم غربها".
وأوضح المصدر، أن "عمليات أخرى انطلقت من محور آخر يتمثل بمطار الضلوعية حيث تم تحرير منطقة شيخ محمد الكبيشاة وتلول البكر المحاذية للمطار في الضلوعية".
بدوره، قال مسؤول الإعلام في مديرية الحشد الشعبي (متطوعون شيعة) للأناضول، إن "قوات الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية فرضت سيطرتها بشكل كامل على المدخل الجنوبي لتكريت، في حين تمكنت قوات الحشد من تحرير منطقة مقام شيخ محمد جنوب تكريت أيضا من سيطرة داعش".
وأضاف أن "مجموعة كبيرة من عناصر داعش استسلمت في قاطع شمال شرق سامراء، كما تم تفكيك عدد من العبوات الناسفة من قبل الشرطة الاتحادية باتجاه الدور".
وفي ديالى، قال علي السراي المسؤول الإعلامي لمديرية الحشد الشعبي إن "قوات من الحشد أحرقت ست عجلات (سيارات) تحمل أسلحة ثقيلة وقُتل من فيها، في محور سد العظيم باتجاه جبال حمرين".
وأضاف السراي أنه "تم قتل أمير سد حمرين قصي ابراهيم علي المصلاوي، الملقب بأبي قتادة في محور سد العظيم باتجاه سد حمرين".
وحول عدد القتلى والجرحى قال مصدر طبي عراقي للأناضول إن 10 أشخاص قتلوا وأصيب 45 آخرين وجميعهم من الحشد الشعبي والجيش العراقي.
ويشارك في عملية التحرير نحو 4000 مقاتل سني من العشائر القاطنين بصلاح الدين حسبما افاد محافظ صلاح الدين رائد الجبوري.
وينضم الى المقاتلين السنة مقاتلو الحشد الشعبي الجنوبيين وقوات الشرطة الاتحادية والجيش العراقي.
وشكلت مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، على مدى الأشهر الماضية تحدياً للقوات الأمنية العراقية نتيجة لتحرك تنظيم "داعش" منها.
وتعمل القوات العراقية وقوات موالية لها تحت اسم "الحشد الشعبي"، لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم منذ أكثر من 6 أشهر.
وفي 10 يونيو/ حزيران 2014، سيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، شمالي العراق، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق البلاد، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة".