يواصل سكان محافظة نينوى العراقية مغادرة الموصل (مركز المحافظة) والبلدات التابعة لها، والنزوح إلى محافظة كركوك عبر رحلة شاقة،عقب انتشار الشائعات حول استعداد وحدات من الجيش العراقي، بدء عملية عسكرية ضد تنظيم داعش في المحافظة، وذلك لتجنب البقاء وسط الاشتباكات المرتقبة. وأفاد مسؤول فرع تلعفر للجبهة التركمانية العراقية، "حازم دولة"، اليوم الاثنين، أن السكان المحليين في محافظة نينوى بدأوا بالهرب من مدنهم عقب ورود أنباء عن استعدادات الجيش لشن عملية عسكرية لإستعادة الموصل من قبضة داعش، مؤكداً أن سكان قضاء تلعفر وناحية العياضية يواصلون نزوحهم إلى كركوك وأضاف دولة أن مخيم "ليلان" في كركوك إمتلأ بالنازحين ،حيث وصل عدد سكان المخيم إلى ألفين و400 نازحا، مؤكداً أن الطاقة الإستيعابية للمخيم غير كافي. وأشار دولة إلى أن النازحين وصلوا كركوك من تلعفر في رحلة شاقة استغرقت 36 ساعة عبر الطرق الصحراوية من الحدود السورية مروراً بمحافظة الأنبار ومدينة الرمادي والفلوجة وراوة وعانة وكربلاء وبغداد لغاية كركوك، واصفاً الرحلة ب"طريق الموت". معاناة النازحين وأوضح "محمد يوسف" الذي فر من الموصل مؤخراً، في حديث لمراسل الأناضول، أن المدينة تشهد مشكلة بطالة كبيرة، وأن أبناءها لا يجدون فرصة عمل، وتشهد المدينة انقطاع للماء والكهرباء بشكل تام، والايجارات أصبحت مرتفعة جداً، وانتشر الغلاء حيث ارتفع سعر إسطوانة غاز الطبخ من سبعة آلاف دينار إلى 45 ألف دينار. من جهته قال "هشام محسن" من سكان ناحية العياضية التابعة لقضاء تلعفر إنهم اضطروا لمغادرة ناحيتهم والتوجه إلى الموصل ومنها إلى كركوك، مضيفاً أنه موظف حكومي ويحصل على راتبه كل ثلاثة أشهر، بسبب الأوضاع الأمنية في المحافظة، مشيراُ في الوقت نفسه، أن سكان محافظة نينوى انقطعوا عن العالم عقب تعطيل تنظيم داعش لشبكات الهاتف الجوال، وأن المدينة تعاني منأزمة وقود حادة. يذكر أن تنظيم "داعش" سيطر في 10 يونيو 2014،على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة، شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم منذ أكثر من 4 أشهر.
