في تعليقه على "تفجيرات الخميس" بمحافظة الجيزة, قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة إن العنف والعنف المضاد وانتهاكات حقوق الإنسان, التي ترتكب من قبل أي طرف، لن تؤدي إلى إيجاد مخرج للبلاد من هذه الأزمة. وأضاف نافعة في تصريحات لقناة "الجزيرة" أن من يتصور أن العنف وأعمال التفجيرات يمكن أن تؤدي إلى إسقاط النظام فهو واهم، رافضا اتهام الأجهزة الأمنية بأنها من يدبر مثل هذه التفجيرات لاتهام المعارضين بها. وتابع " ليست لديّ خبرة فنية ولا معلومات تجعلني أجزم بأن الأمن أو غيره وراء هذه التفجيرات"، مضيفا "واجب الحكومة تقديم الأدلة والمتهمين لمحاكمة عادلة, لأن أي جريمة تقع دون ضبط مرتكبها ومحاكمته فإننا نكون إزاء عمل غير قانوني". واستطرد "ما نشاهده الآن أن هناك في المشهد كله -داخليا وخارجيا- إرهابا ضخما يهدد الدول ويقسمها ويهدد المنطقة كلها، وليس من المنطقي في ظل كل ذلك, اتهام الحكومات بأنها وراء هذه التفجيرات". وبشأن رؤيته لمستقبل الأزمة وسبل الخروج منها، يرى نافعة أن هناك تيارا في السلطة القائمة يرى ضرورة استئصال جماعة الإخوان المسلمين، قائلا :"أنا ضده تماما"، وتابع "هناك على الطرف الآخر, من يرى أن استراتيجية الاستنزاف هي الحل، وهو ما سيأتي بالخراب على الدولة، ولن يكون هناك فائز على الإطلاق"، وفق رأيه. وكان متحدث باسم وزارة الصحة أعلن يوم الخميس الموافق 26 فبراير أن شخصا قُتل في انفجار عبوة ناسفة أمام أحد المطاعم في حي إمبابة الشعبي بمحافظة الجيزة، بينما هزت ثلاثة انفجارات أخرى مكاتب لشركات هواتف محمول بحي المهندسين بالمحافظة ذاتها. وقال المتحدث ذاته, لوكالة الصحافة الفرنسية, إن الانفجار أدى إلى بتر ساقيّ الضحية الذي أعلنت وفاته عند وصوله إلى المستشفى، بينما أصيب شخصان آخران بجروح. ومن جهتها، ذكرت وزارة الداخلية في بيان لها أن الانفجار الذي وقع بحي إمبابة أسفر كذلك عن حدوث خسائر بسيارتين ودراجة بخارية أمام المطعم، بينما أظهرت لقطات تليفزيونية واجهة مطعم صغير محطمة وآثار حطام بالشارع. وعلى صعيد مواز، قالت الوزارة في بيانها إن ثلاث عبوات أخرى انفجرت في حي المهندسين القريب من إمبابة, وتسببت بخسائر محدودة في محلات تابعة لشركات اتصالات، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز". وفي المقابل، نقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن وزارة الصحة قولها إن انفجارات حي المهندسين أسفرت عن إصابة شخص. ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن هذه الانفجارات, وقال المتحدث باسم الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف ل"الأناضول", إنه لم يتم بعد القبض على أي من المسئولين عن تلك الانفجارات، مشيرا إلى أن خبراء المفرقعات قاموا بتمشيط محيط الانفجارات بحثاً عن عبوات أخرى. وتشهد عدة أنحاء في البلاد، هجمات، أغلبها بقنابل بدائية الصنع، تستهدف رجال جيش وشرطة ومنشآت حكومية، بالتزامن مع حملة أمنية تشنها السلطات في شبه جزيرة سيناء، ضد مجموعات تصفها ب"الإرهابية". ووقعت التفجيرات غداة الكشف في 25 فبراير عن مقتل ثلاثة أشخاص تحت التعذيب في قسم المطرية خلال يومين فقط, وأمرت نيابة شرق القاهرة في 26 فبراير بحبس ضابطين في الأمن الوطني أربعة أيام على ذمة التحقيق, بعد اتهامات بتعذيب محام حتى الموت داخل قسم المطرية بالقاهرة، وهو القسم الذي شهد خلال يومين ثلاث حالات وفاة بسبب التعذيب, وفقا لناشطين. وشيعت في 25 فبراير في منطقة المرج بالقاهرة جنازة المحامي كريم محمد حمدي الذي فارق الحياة في قسم المطرية بعدما اعتقلته قوات الأمن في 22 فبراير في مظاهرات تطالب باستعادة المسار الديمقراطي في البلاد. وقال أهل الضحية إن كريم توفي جراء التعذيب أثناء التحقيق معه في قسم المطرية في 23 فبراير, وأكدوا أنهم عاينوا آثار إصابات على جثمانه. والمطرية حي بالقاهرة يشهد باستمرار مظاهرات ضد السلطة الحالية. ووفقا لمصدر أمني, اعتقل المحامي بتهمة الانتماء إلى "جماعة محظورة", في إشارة على ما يبدو إلى جماعة الإخوان المسلمين التي حظرت السلطات الحالية أي نشاط لها بعدما صنفتها "منظمة إرهابية". وتوفي معتقل آخر يدعى الشيخ عماد تحت التعذيب في قسم المطرية الذي يقول معارضون وناشطون في مجال حقوق الإنسان إنه يشهد انتهاكات واسعة ضد المعتقلين بسبب نشاطهم السياسي. وجرى تشييع جثمان الشيخ عماد إلى مثواه الأخير في محافظة الشرقية. ومن جهتها, ذكرت صحيفة حزب الحرية والعدالة -المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين- على موقع "فيسبوك" أن طالبا يدعى مصطفى محمود إبراهيم توفي أيضا جراء التعذيب في قسم المطرية.