طالبت المديرة العامة ل"منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة" (يونيسكو)، إيرينا بوكوفا، الإنتربول الدولي إلى تشديد الحراسات حول الآثار في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش". جاء ذلك تعقيبًا على تسجيل مصور لتنظيم "داعش" يظهر قيامه بتحطيم محتويات متحف الموصل في محافظة نينوي، شمالي العراق، والذي يعد أحد أهم المتاحف في العالم. وقالت بوكوفا، خلال مؤتمر صحفي بالمقر الرئيسي ل"يونيسكو" في باريس، وتابعته مراسلة وكالة الأناضول، إن "الاعتداء على متحف الموصل أكثر بكثير من أن يكون مجرد مأساة ثقافية فهو شأن أمني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق". وأضافت: "بعض التماثيل التي دمرها داعش في الموصل مقلد لكن أغلبها كان أصليًا". وطالبت في هذا الصدد الانتربول (الشرطة الدولية) بتشديد الحراسات حول الآثار التي تتواجد في في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش". من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إن "المشاهد المروعة التي بثّها تنظيم داعش الإرهابي لعناصره وهي تحطم مقتنيات متحف الموصل الأثرية جريمة وحشية تفوق الوصف بهمجيتهم وبربريتها". وأضاف العربي، في بيان له، اليوم الجمعة، أن "هذا الاعتداء الوحشي على التراث الحضاري لشعب العراق يمثل واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت في هذا العصر بحق تراث الإنسانية جمعاء، والتي تهدف إلى بث ثقافة الإرهاب والعنف والكراهية بين الجماعات والمكونات الثقافية والحضارية المتنوعة لأبناء المنطقة". وأمس الخميس، بثّ تنظيم "داعش" تسجيلاً مصوراً يظهر قيامه بتحطيم محتويات متحف الموصل، وظهر في التسجيل متحدث من التنظيم وهو يقف أمام تمثال أثري كبير في متحف نينوى الأثري وأشار بيده إلى التمثال قائلاً إن "هذه أصنام وأوثان لأقوام في القرون السابقة كانت تُعبد من دون الله". وبعد انتهاء عنصر "داعش" من حديثه ظهر عناصر آخرون من التنظيم، حيث قاموا بدفع ورمي تماثيل أثرية عديدة، وتدمير أخرى بالمطارق وبالمناشير وأجهزة الحفر الكهربائية. ويعتبر علماء ومتخصصون بالآثار متحف الموصل من أهم متاحف العالم حيث يحوي آلاف القطع الأثرية، وسرق العديد منها بعد الاحتلال الأمريكي للعراق 2003، وما صاحبه من فوضى أمنية وعمليات سرقة لعدد من متاحف العراق. ويسيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل ومساحات واسعة شمالي وغربي وشرقي العراق وأخرى في جارتها سوريا، منذ يونيو/حزيران الماضي، ويعمل عادة على هدم الأضرحة والمزارات والآثار في المناطق التي يسيطر عليها بحجة أنها "أوثان ويعبد فيها غير الله".