تسبب ارتفاع منسوب المياه في وادي مجردة، شمال غربي تونس، نتيجة تواصل هطول الأمطار بغزارة، خلال الأسبوع الجاري، في إلحاق أضرار مادية، بعدد من المنازل، فضلاً عن تعليق الدراسة في بعض المناطق هناك. ويشق وادي مجردة، كلاً من من محافظات جندوبة، وباجة، بالشمال الغربي لتونس، وصولاً إلى محافظة منوبة (شمال). وفي اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، قال العقيد منير الريابي، المدير الجهوي للحماية المدنيّة (الدّفاع المدني)، بمحافظة جندوبة (شمال غرب)، إن "ارتفاع منسوب مياه الوادي في جندوبة، تجاوز 12 متراً، ما أدى إلى تسرب المياه لعدد من المنازل". وبحسب الريابي، فإن تسرب المياه طال حتى الآن، ستة منازل، في حي التيميري، بجندوبة، بارتفاع ما بين 50 إلى 100 سم عن الأرض، لافتاً إلى أنه تم إجلاء عائتلين من العائلات الست. من جهته، قال مراسل وكالة الأناضول، إن المياه وصلت، أيضاً، إلى التجمع السكني "دوّار مستور"، بمنطقة بوسالم، بجندوبة، مشيراً إلى أنه يجري، حالياً، إقناع الأهالي من قبل، لجنة مجابهة الكوارث الطبيعيّة (حكومية)، بترك منازلهم وإيوائهم بمراكز الإيواء التي تم تخصيصها في المحافظة، والبالغ عددها أربعة. في غضون ذلك، أعلنت محافظة جندوبة، اليوم الجمعة، عن تعليق الدراسة، حتى يوم الإثنين المقبل، بسبب انقطاع الطرق، باستثناء منطقتي طبرقة، وعين دراهم. وكان وزير البيئة والتنمية المستدامة، نجيب درويش، زار، الليلة الماضية، جندوبة، للإطلاع على الوضع فيها. وقال درويش، لوكالة الأناضول، إن "الأمور لا تتطلب إعانات أو مساعدات لأهالي، بقدر ما تتطلب إقامة سدّين بمنطقة غار الدّماء، لاستعياب المياه المتدفقة من الأودية والجبال حتى يخف الضغط على وادي مجردة". ولفت الوزير إلى أنه سينقل رسالة إلى الحكومة، للتعجيل بإقامة هذين السّدين قبل عام 2018 (كان من المقرر إقامتهما في هذا التاريخ). وفي محافظة باجة تم إجلاء 20 عائلة من مساكنها بمنطقتي "سيدي إسماعيل" و"السهيلى"؛ وذلك جراء ارتفاع منسوب المياه بوادي مجردة الذي تجاوز 10 أمتار ونصف هناك، حسب ما تحدثت به مصادر في الحماية المدنيّة، لوكالة الأناضول. و بحسب المعهد الوطني للرصد الجوي، فإن كميات الأمطار المسجلة خلال ال 24 ساعة الماضية، في محافظة جندوبة، تراوحت من 15 إلى 70 ملم، في حين تم تسجيل 8 إلى 24 ملم بمحافظة باجة، أما محافظة الكاف فقد شهدت من 1 إلى 15 ملم. وكانت السلطات التونسية رفعت، أمس الخميس، من درجة استعداداتها، خوفاً من حدوث فيضان جراء استمرار هطول الأمطار بغزارة شمال غربي البلاد. وعرفت عدد من محافظات الشمال الغربي التونسي (الكاف، وجندوبة، وباجة، وسليانة) فيضانات عام 2012، أدت إلى إحداث أضرار ماديّة، منها انقطاع الطرقات في تلك المناطق، ومداهمة المياه لعدد من المنازل، إضافة إلى تعليق الدراسة في عدد من المناطق.