قال وزير الزراعة العراقي فلاح حسن زيدان اليوم الأربعاء، إن بلاده بحاجة إلى 3 سنوات من أجل إصلاح الدمار الذى لحق بالبنية التحتية بقطاع الزراعة، والتي تسبب فيها تنظيم "داعش" الذى يسيطر على مساحات واسعة بشمالي وغربي العراق منذ منتصف العام الماضي. وأضاف زيدان في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان أن خطة وزارة الزراعة في مكافحة التصحر وزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية ستركز على المحافظات الواقعة جنوبالعراق. وقال زيدان: "العمليات الارهابية أدت الى تدمير كبير في البنية التحتية للقطاع الزراعي من خلال سلب ونهب منظومات رش المحاصيل الزراعية، والمخازن الزراعية". وقام تنظيم داعش بتجريف وحرق عدد من مزارع المناهضين للتنظيم في المناطق التي يسيطر عليها بالعراق، علاوة على نهب الآليات الزراعية، فيما أقدم على قطع المياه عن بعض المناطق الزراعية وإغراق مناطق أخرى بالمياه وخاصة بعد سيطرته على أهم سدين للمياه في محافظة ديالى (شرق) وهما الصدور والعظيم، علاوة على سيطرة التنظيم على عدد من مخازن الحبوب وخاصة في محافظتي نينوى وصلاح الدين (شمال)، بحسب تقارير إعلامية محلية. وأضاف الوزير العراقي أن بلاده كانت تأمل في الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من محصول القمح هذا العام الا أن سيطرة المجموعات الإرهابية (في إشارة إلى تنظيم داعش)، على عدد من محافظاتالعراق أدى إلى عدم تحقيق هذا الهدف. وأضاف زيدان أن إنتاج العراق من القمح خلال العام الماضي بلغ 3.5 مليون طن، فيما بلغ إنتاج الشعير نحو مليون طن، وهو الأكبر في تاريخ العراق، مشيرا إلى أن هذا الانتاج كان سيكفى 75 % من احتياجات العراق من القمح والشعير، إلا أن تنظيم داعش سيطر على جزء كبير من هذا الإنتاج. ولم يحدد الوزير في تصريحاته حجم المحاصيل الزراعية الذي سيطر عليها داعش. وأطلق العراق في عام 2010 مشروعا وطنيا لتنمية زراعة القمح، تنفذه وزارة الزراعة، ويعتمد على إنتاج بذور قمح مقاومة للملوحة والجفاف، وذات إنتاجية عالية ومقاومة للأمراض. وقال زيدان إن خطة وزارة الزراعة لمكافحة التصحر ستتركز على المحافظاتالجنوبية وبالأخص النجف والمثنى، وذلك من خلال عدة آليات من بينها زراعة الحزام الأخضر (أشجار كبيرة تزرع حول المدن)، وكذلك معالجة الكثبان الرملية وجعلها صالحة للزراعة، وحفر الآبار. وقال الوزير العراقي:" الوزارة ستركز في دعم الزراعة في المحافظاتالجنوبية والوسطى، لأن المحافظاتالغربية والشمالية من العراق جزء كبير منها بيد داعش". ولا تزال السوق العراقية تعتمد بشكل رئيسي ومنذ سقوط النظام السابق (صدام حسين) في عام 2003 على استيراد الخضروات من تركيا وإيران وسوريا، فيما كان العراق قبل هذا التاريخ يحقق اكتفاء ذاتيا من محاصيل الخضروات. وتتولى لجنة حكومية شكلها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي برئاسته، (أطلق عليها اسم المبادرة الزراعية) عام 2007، الإشراف بصورة مباشرة على جميع القطاعات الزراعية وتوفير القروض اللازمة للمزارعين للنهوض بالقطاع الزراعي. وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم منذ أكثر من 5 أشهر.