قتل 9 أشخاص وأصيب 31 آخرون بجروح بينهم أطفال ونساء، جراء تفجيرات ضربت العاصمة العراقيةبغداد ومدن في محافظة ديالى، شرقي البلاد، حسب مصادر في الشرطة والأمن. وقال ضابط شرطة برتبة نقيب لوكالة "الأناضول"، طلبا عدم نشر اسمه، إن قنبلة محلية الصنع تركها مجهولون إلى جانب الطريق انفجرت أمام مقهى شعبي في منطقة الوردية بقضاء المدائن جنوبي بغداد. وأضاف المصدر أن الانفجار أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 7 آخرين بجروح.
وانفجرت قنبلة ثانية أمام متنزه في منطقة الغزالية غربي بغداد مما أسفر عن مقتل طفل وإصابة 10 أشخاص آخرين بجروح بينهم 4 نساء، حسب المصدر ذاته.
ووقع التفجيران بعد ساعات من مقتل 4 أشخاص وإصابة 16 آخرين بجروح جراء تفجيرين وسقوط قذائف الهاون في مناطق متفرقة من بغداد.
وطوال الفترة الماضية، كانت العاصمة العراقية عرضة لهجمات شبه يومية عبر سيارات ملغومة وقنابل وهجمات مسلحة مما يؤدي لسقوط ضحايا غالبيتهم من المدنيين. ويقول المسؤولون العراقيون إن جماعات متشددة تقف وراء تلك الهجمات.
وفي محافظة ديالى، شرقي البلاد، قال مصدر أمني لوكالة "الأناضول" إن "انفجار عبوة ناسفة في الحي العصري وسط قضاء المقدادية (35 كم شمال شرق بعقوبة) أدّى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 9 آخرين بجروح".
وأشار المصدر الذي رفض الكشف عن هويته إلى أن "عبوة لاصقة انفجرت بسيارة وسط مدينة بعقوبة(مركز ديالي) ما أدى إلى مقتل سائق السيارة واصابة شخص بجروح".
كما أضاف المصدر أن "سيّارة مفخخة مركونة بجانب احدى الشوارع انفجرت بدورية للقوات الأمنية في منطقة دور الزراعة شمال غرب بعقوبة، ما أدى إلى مقتل شخصين اثنين واصابة 4 آخرين من افراد الدورية".
على صعيد متصل، أعلن مصدر عشائري اليوم الخميس، مقتل 6 عناصر من تنظيم "داعش" في محافظة الانبار غربي البلاد.
وقال خضر الجغيفي مسؤول مقاتلي قبيلة الجغايفة لمراسل الأناضول إن "قوة أمنية من الجيش ومقاتلي عشيرة الجغايفة والحشد الشعبي شنت هجوما مباغتاً على مسلحي تنظيم داعش على الطريق الرابط بين ناحيتي البو حياة والبغدادي 90 كم غربي الرمادي"، مشيرا إلى أن "اشتباكات مسلحة دارت بين الجانبين قتل خلالها 6 من عناصر داعش بينهم قناصين فيما لاذ اخرون بالفرار".
وأضاف الجغيفي أن "القوة الأمنية استعادت السيطرة على الطريق الذي لايزال مغلقا من جهة ناحية البغدادي بسبب سيطرة مسلحي تنظيم داعش على اجزاء واسعة من الناحية".
فيما أعلنت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الانسان في العراق (منظمة مرتبطة بالبرلمان تهتم بالدفاع عن حقوق الانسان)، في تصريح صحفي اليوم، ان "تنظيم داعش أعدم بطرق وحشية أكثر من 150 شخصا في ناحية البغدادي غربي الرمادي غالبيتهم من قبيلة البو عبيد السُنية"، دون ذكر توقيت محدد لهذه الإعدامات، محذرة من "مجزرة تنتظر مئات العوائل في حال تأخرت الحكومة في ارسال تعزيزات عسكرية إلى الناحية".
وفي السياق ذاته، أعدم تنظيم "داعش" صحفيا عراقيا رميا بالرصاص بمدينة الموصل، شمالي العراق، حسب مرصد الحريات الصحفية (غير حكومي).
وقال المرصد في بيان وصلت نسخة منه إلى "الأناضول" اليوم، إن "تنظيم داعش الإرهابي، أعدم مراسلاً صحفياً رميا بالرصاص، في الموصل، بعد اختطافه في يونيو/حزيران الماضي".
وأضاف أن "صحفيين بالموصل أبلغوا (المرصد) عن جريمة إعدام داعش لمراسل قناة سما الموصل، قيس طلال (27 عاما)، وسط المدينة وتسليم جثته لعائلته، أمس الأربعاء".
ونقل المرصد عن زملاء الضحية، قولهم إن "طلال كان محتجزا لدى تنظيم داعش مع صحفيين آخرين منذ يونيو/حزيران الماضي، بعد أن شن التنظيم حملة اعتقالات طالت 14 صحفيا وفنياً"، منوها الى ان "داعش ما يزال يحتجز ثمانية صحفيين آخرين منذ سيطرته على محافظة نينوى (شمال)".
ووفق البيان فان "أحد الصحفيين الموصليين، قال إن تنظيم داعش وجه لطلال تهمة التخابر والتواصل مع وسائل إعلام حكومية، وبقي لأكثر من ستة أشهر محتجزاً، إلى أن أُعدم أمس الأربعاء".
ولفت مرصد الحريات الصحفية إلى أن "طلال، كان يعمل لصالح قناة سما الموصل (التابعة لمجلس محافظة نينوى ومركزها الموصل)، وأنه عمل في مجال الصحافة منذ عام 2011، بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة، قسم الإخراج المسرحي، كمراسل صحفي لعدد من وسائل الإعلام، منها وكالة أنباء شفق نيوز، وقناة الرشيد وصحيفة البينة الجديدة".
وأشار المرصد إلى أن "إعدام طلال هو الثاني من نوعه لصحفي عراقي مختطف من قبل تنظيم داعش"، وقال إن "داعش أعدم في (السادس من سبتمبر/أيلول الماضي)، الصحفي رعد محمد العزاوي، الذي يعمل مصوراً في قناة سما صلاح الدين، بعد أسابيع من اختطافه من قرية سمرة، شرقي تكريت، (170 كم شمال العاصمة بغداد)، بعد أن عُذب بقسوة بغية انتزاع اعترافات منه تفيد بتعاونه مع الجهات الحكومية، حيث أدين بالفعل من قبل التنظيم بذلك، فضلاً عن تهمة رفض وجود داعش في مدينته، وهي تهم تبدو كافية ليتم اعدامه من وجهة نظر التنظيم".
من جانب أخر، نأى اثنان من أبرز الميليشيات الشيعية المسلحة في العراق بنفسيهما عن اغتيالات واعتداءات طالت مؤخرا سياسيين وشيوخ عشائر سنية في البلاد وهو ما هدد بإشعال أعمال عنف طائفية.
وجاء هذا النأي على لسان زعيم ميليشيا بدر ووزير النقل السابق هادي العامري، وزعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي المنشق عن التيار الصدري.
وبدر وعصائب أهل الحق من أبرز الميليشيات التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية في الحرب ضد تنظيم "داعش" لكنها تواجه اتهامات باستهداف السنة بناء على اعتبارات طائفية.
وقال العامري في مؤتمر صحفي مشترك مع الخزعلي ببغداد تابعته وكالة "الأناضول": "نحن بشكل عام كأبناء المقاومة الإسلامية ندين ونرفض الاغتيالات جملة وتفصيلا". وتابع بالقول "إننا نعتقد أن تكون وراء تلك الاغتيالات أياد أجنبية تريد إثارة الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي".
وكان العامري يعلق على الاتهامات التي وجهت للميليشيات الشيعية بالوقوف وراء مقتل قاسم السويدان وهو أحد شيوخ عشيرة الجنابات ونجله وعدد من حراسه مساء الجمعة وسط بغداد، وسط اتهامات سنية للميلشيات الشيعية بالوقوف وراء الحادث.
بدوره قال الخزعلي في المؤتمر الصحفي إن "الحشد الشعبي(متطوعين شيعة في القتال ضد داعش) له وضعه القانوني داخل مؤسسات الدولة ومن غير المسموح أن تستمر التجاوزات عليه من قبل بعض السياسيين دون وجود أدلة".
وتابع بالقول "موقفنا واضح ومساند لموقف المرجعية الدينية بعدم السماح بتواجد أية قوات أجنبية على الأراضي العراقية بقرار أميركي"، مشدداً على أن "الانتصارات ستستمر لغاية أن يتم تطهير مناطق البلاد كافة".
وكان العبادي أمر بالتحقيق في اغتيالات طالت السنة ووجهت أصابع الاتهام الى الميليشيات الشيعية من بينها حادث اغتيال السويدان واثنين من أبناء العشائر السنية في الانبار و70 مدنيا في منطقة بروانة بمحافظة الانبار.
واستأنفت الميليشيات الشيعية نشاطاتها العلنية في العراق منذ صيف العام الماضي في أعقاب سيطرة "داعش" على شمال وغرب البلاد وإصدار المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني فتوى لمقاتلة المتشددين السنة.
وتخوض قوات من الجيش العراقي مدعومة بقوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) الكردية وميليشيات شيعية وعشائرية مسلحة معارك ضارية ضد تنظيم "داعش" في عدة مناطق من المحافظات الشمالية والغربية من العراق التي يسيطر عليها "داعش" منذ أشهر بغية استعادة السيطرة على تلك المناطق.
وعادة ما يعلن مسؤولون عراقيون مقتل العشرات من تنظيم "داعش" يومياً، دون أن يقدموا دلائل ملموسة على ذلك، الأمر الذي لا يتسنى التأكد من صحته من مصادر مستقلة، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق رسمي من "داعش" بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام.