"القنوات الخلفية"، فيلم وثائقي أمريكي يدور حول اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، وتحديدًا حول أولئك الذين أسهموا من وراء الكواليس في التوصل للاتفاق الذي وضع حدًا لأكثر من ثلاثى عقود من الصراع العسكري بين الجانبين، وبينهم عبد الرءوف الريدي سفير مصر الأسبق لدى الولاياتالمتحدة. وقال هاري هنكل مخرج الفيلم الذي سيتم عرضه نهاية الأسبوع في إسرائيل في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية: "أردت من خلال فيلم التأكيد أن ما حدث في الماضي قد يتكرر الآن، نحن نحتاج لقادة يتيمزون بالشجاعة ويصنعون السلام، مثل جيمي كارتر ومناحيم بيجن وأنور السادات". واستدرك: "لكن للأسف أعتقد أن هؤلاء القادة غير موجودين بعالمنا، لقد دفع الرئيس الأمريكي والمصري والإسرائيلي السابقين ثمنًا باهظًا من أجل تحقيق السلام ولم يتكرر الأمر". وأضاف إن عملية التصوير تمت في إسرائيل ومصر وفرنسا والنمسا والولاياتالمتحدة، موضحا أن الفيلم يهتم بالشخصيات التي قامت من وراء الكواليس بصنع كامب ديفيد، بدءًا من بيل كفاند مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك، ولاون تشرني رجل الأعمال الأمريكي، والجنرال الإسرائيلي افراهام تامير، والدبلوماسي المصري عبد الرءوف الريدي سفير مصر الأسبق بالولاياتالمتحدة. وقال إن "كل هذا الطاقم كان مذهلاً، وكنت أشعر بالإثارة لاكتشاف هؤلاء الأشخاص وعلاقتهم باتفاقية السلام". لكنه أكد أنه في الوقت الراهن لا يوجد القادة الذين لديهم القدرة على تحقيق اتفاق مماثل لاتفاقية كامب ديفيد. مؤكدا أن "القادة الحاليين يختلفون عن صانعي اتفاقية كامب ديفيد فهم غير مستعدين لدفع الثمن وتوقيع اتفاقية جديدة مع الفلسطينيين". وقال المخرج الأمريكي إن أكثر ما تفاجئ به خلال إنتاج الفيلم هو درجة تدين كل من كارتر والسادات وبيجن- الذين وقعوا على اتفاقية السلام- ويبدو أن إيمانهم ساعدهم خلال المفاوضات الصعبة قبل توقيع الاتفاقية. وأكد أنه لدى الإسرائيليين خيبة أمل بسبب السلام البارد مع القاهرة بعد توقيع كامب ديفيد، وهي الخيبة التي زادت بعد إسقاط الرئيس المصري السابق حسني مبارك والمظاهرات المعادية لإسرائيل بالقاهرة واقتحام السفارة الإسرائيلية. ومضى قائلا: "أعتقد أن الإسرائيليين يريدون التطبيع مع مصر، هذا لم يحدث حتى الآن وأشعر أنهم تعرضوا للخيانة من قبل المصريين"، وقال: "أثق أن المستقبل مرتبط باستمرار باتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب فإذا ما سقطت الاتفاقية ستنشب الحرب من جديد". وفي رد على سؤال حول إمكانية استغلال كامب ديفيد للوصول بالشرق الأوسط إلى حالة استقرار، قال المخرج الأمريكي: "كما قال الرئيس كارتر في الفيلم فإن السلام بين القاهرة وتل أبيب كان حجر الزاوية للسلام الشامل بالمنطقة، لكن بالرغم من ذلك المشكلة الفلسطينية لم تحل حتى الآن، وأنا أتساءل كيف كان العالم سيبدو إذا ما أعيد اختيار كارتر رئيسًا للولايات المتحدة ولم يقتل السادات"؟.