قال دبلوماسيون عرب وغربيون بالأممالمتحدة اليوم الثلاثاء إن مهمة وزير الخارجية المصري سامح شكري في نيويورك، لحشد مجلس الأمن الدولي لتشكيل تحالف بشأن ليبيا "تشوبها صعوبات". وقال الدبلوماسيون إن أي تحرك لمجلس الأمن الدولي بشأن التعامل العسكري مع التنظيمات الإسلامية المسلحة في ليبيا، يتطلب تقديم طلب من الحكومة الليبية، وفي ضوء ذلك يقوم أعضاء المجلس ببحث الموضوع من خلال قرار مطروح علي طاولة المجلس. وذكرت مصادر مطلعة بمجلس الأمن الدولى أنه لا توجد حتي اللحظة أي مشاريع لقرارات مطروحة علي طاولة المجلس بهذا الخصوص. ومن المصاعب التي تواجه مهمة وزير الخارجية المصري أيضا هو موقف كل من روسياوالصين ازاء أي مشروع قرار مقترح يسمح بالتدخل العسكري وتشكيل تحالف عسكري (واسع) ضد الإرهاب في ليبيا. والمعروف أن كلا من موسكو وبكين اتخذتا موقفا رافضا للتحالف العسكري الغربي الذي تم تشكيله ابان الثورة الليبية في عام 2011، والذي أدى في النهاية إلى الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي الذي حكم البلاد 42 عاما. لكن في نفس الوقت أعلن مندوب روسيا الدائم لدي الأممالمتحدة السفير فيتالي تشوركين أن بلاده تعمل حاليا علي مشروع قرار بشأن ليبيا. ولم يذكر السفير الروسي- الذي كان يتحدث للصحفييين اليوم في نيويورك- عما اذا كان مشروع القرار سيسمح بشن ضربات عسكرية محدودة،أم تشكيل تحالف دولي واسع بشأن ليبيا،وهو ما طالب به الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن أجله قام وزير خارجيته سامح شكري بمهمته الحالية في نيويورك. و أشار دبلوماسي غربي بالأممالمتحدة، رفض الإفصاح عن اسمه، إلى أن المشكلة في الحالة الليبية تكمن في انقسام الدول العربية إزاء الاعتراف بأي حكومة شرعية متواجدة في ليبيا، هل هي المتواجدة في طبرق أم تلك التي تسيطر علي طربلس. وبدوره قال مندوب العراق الدائم لدي الأممالمتحدة السفير محمد علي الحكيم، إن أفضل طريق للتعامل مع موضوع مقتل المواطنين المصريين في ليبيا، هو أن تحذو ليبيا حذو الحكومة العراقية والتي طلبت تدخلًا عسكريا من قبل المجتمع الدولي لمساعدتها في محاربة تنظيم داعش والجماعات المسلحة الأخرى التابعة لتنظيم القاعدة في بلاده. وأضاف قال في تصريحات للصحفيين في نيويورك اليوم الثلاثاء، أنه يتعين "علي ليبيا أن تحذو حذو العراق، وأن تبادر بمخاطبة مجلس الأمن الدولي في هذا الموضوع"، مشددًا على أن الدول الراغبة في القيام بعمل عسكري داخل الآراضي الليبية، "يتعين عليها مخاطبة الحكومة الليبية أولا". وتعاني ليبيا أزمة سياسية حادة أفرزت جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق) والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة العليا وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة فيضم المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا) ومعه رئيس حكومته عمر الحاسي ورئيس أركان جيشه جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب). يأتي ذلك فيما "استهل شكري مقابلاته في نيويورك، اليوم، بعقد اجتماعات مع المندوبين الدائمين في مجلس الأمن في إطار تنسيق الجهود مع أعضاء مجلس الأمن قبل انعقاد الجلسة الطارئة للمجلس غداً الأربعاء"، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي، في بيان، مساء اليوم. وكان فرحان حق، نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قال في وقت سابق اليوم إنه "لا توجد لدينا معلومات" بشأن عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن غدا الأربعاء بناء على طلب من مصر وفرنسا. وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصري أن "شكري بدأ مقابلاته بلقاء مع مندوب الصين الدائم في مجلس الأمن والرئيس الحالي لمجلس الأمن، ثم مع مندوب فرنسا الدائم ومندوب ماليزيا في مجلس الأمن، حيث أطلعهم على تطورات الموقف في ليبيا إرتباطاً بالحادث الإرهابي الجبان". ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية المصري مساء اليوم بتوقيت نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وذلك بناء علي طلب الأول- من أجل التشاور بشأن الملف الليبي ومواجهة تنامي نفوذ الجماعات الإرهابية السملحة في ليبيا. وأكد شكري "على الخطورة البالغة لاستشراء الإرهاب في العالم، خاصة في ليبيا، وضرورة تحمل المجتمع الدولي، خاصة، مجلس الأمن مسئولياته تجاه الوضع المتردي في ليبيا باعتباره يمثل تهديداً واضحاً للأمن والسلم الدوليين مما يتطلب اتخاذ التدابير اللازمة وفقاً لنصوص ميثاق الأممالمتحدة". وشدد شكري على "ضرورة التعامل الحازم والفعال ضد جميع التنظيمات الإرهابية التى تشترك فيما بينها فى تبنى ذات الإيديولوجية المتطرفة وتحقيق نفس الأهداف الخبيثة". أضاف المتحدث أن "رئيس مجلس الأمن أكد خلال اللقاء دعم جهود وتحركات مصر في هذه الظروف في ضوء العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين الصين ومصر، كما أكد المندوب الفرنسي دعم بلاده الكامل للتحرك المصري في مجلس الأمن، كما أعرب المندوب الماليزي عن تعاطف بلاده مع مصر في هذا الظرف الدقيق"، بحسب بيان الخارجية المصرية.