كشفت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية أنّ رئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير قام بزيارتين خاصتين لم يعلن عنهما إلى ليبيا التقى خلالهما بالعقيد معمر القذافي، وذلك قبيل إطلاق سراح عبد الباسط المقرحي، المتهم بتفجير طائرة لوكربي عام 1988، من أحد السجون الاسكتلندية. وقالت الصحيفة- التي استندت على وثائق عثر عليها في العاصمة الليبية عقب استيلاء معارضي القذافي عليها-: إنّ توني بلير، الذي ترك منصب رئاسة الحكومة في عام 2007، استخدم طائرة تابعة للحكومة الليبية في زيارتيه في يونيو 2008 وأبريل 2009. يذكر أنّ بلير لعب دورًا محوريًا في عملية إعادة تأهيل القذافي سياسيًّا مقابل تخلِّي الزعيم الليبي عن برنامج بلاده النووي، وقام بلير بأول زيارة له لليبيا في مارس 2004. من جانبه، أكّد ناطق باسم توني بلير بأنّ الزيارتين قد حصلتا بالفعل، وأن الليبيين قد أثاروا خلالهما موضوع المقرحي. ولكن الناطق قال: إن توني بلير أخبر مضيفيه بأن موضوع إطلاق سراح عائد للقضاء الاسكتلندي. ومن المرجّح أن يزيد هذا الكشف من الضغوط التي يتعرض لها بلير للإفصاح عن طبيعة العلاقات التي ربطته بالقذافي منذ تخليه عن منصبه. وكشفت الصحيفة أيضًا أنّ بلير اجتمع بالقذافي في يونيو 2010، مشيرةً إلى أن هذه الاجتماعات تثير مخاوف من تضارب في المصالح خصوصًا وأن بلير يشغل منصب مبعوث الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط. إلا أنّ الناطق باسم توني بلير قال: "إنّ بلير لم يلعب أي دور، رسميًا أو غير رسمي، مدفوع الأجر أو مجاني، مع هيئة الاستثمارات الليبية أو الحكومة الليبية، ولم تكن له أي علاقة مع أي شركة أو كيان ليبي. إن المواضع التي أثيرت في لقاءات توني بلير مع القذافي لم تتعدَّ الشؤون الإفريقية؛ حيث إن ليبيا كانت آنذاك تضطلع بزعامة الاتحاد الإفريقي، كما نوقشت مواضيع تتعلق بالشرق الأوسط والإصلاح في ليبيا."