تناولت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية توجُّهَ القيادة الفلسطينية إلى مجلس الأمن للحصول على اعتراف دولي بهم كدولةٍ أسوةٍ بغيرها من دول العالم بعد ستة عقود من تقسيم فلسطين وإقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي على جزء كبير منها. وأوْضَحت الصحيفة أنَّ الولاياتالمتحدة سارعت إلى الاعتراف بإسرائيل بعد ساعات من تبنّي الجمعية العامة للأمم المتحدة للقرار 181 عام 1947 فيما اعترف الاتحاد السوفييتي السابق بالدولة الجديدة خلال أقل من أسبوع. وأضافت: "بعد أكثر من ستة عقود يسعى الفلسطينيون إلى السير في نفس الطريق للحصول على اعتراف العالم بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 خالية من المستوطنات الإسرائيلية". وعلى الرغم من ذلك فإنّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الآن مصممٌ على استخدام حق النقض الفيتو ضد الطلب الفلسطيني بينما يتوقع أن تمتنع لندن عن التصويت وفي هذه الحالة سيتوجه الفلسطينيون إلى الجمعية العامة وسيحصلون على ما يكفي من أصوات للحصول على صفة المراقب في الأممالمتحدة وسيشكل ذلك نصرًا رمزيًا للقضية الفلسطينية لا يمكن للعالم تجاهله. وأشارَت الصحيفة إلى أنّ معارضة التوجُّه الفلسطيني الذي تتزعمه إسرائيل وبدعمٍ أمريكيٍّ أمر خطير وذو أهداف أنانية وحجتهم في ذلك أنّ الوسيلة الوحيدة لحصول الفلسطينيين على دولة هي عبر عملية السلام التي تعمل إسرائيل بكل السبل إلى خَنْقها بقيادة بنيامين نتنياهو. وأكّد على أن التوجه الفلسطيني سيفضح ازدواجية المعايير لدى البيت الأبيض ومجلس الشيوخ الأمريكي اللذين يعلنان عن تأييدهما لفكرة إقامة الدولتين كلاميًا فقط ولم يفشلا فقط في تجسيد هذا التأييد عمليًا بل يهددان بعرقلتها أيضًا. وتحذر الصحيفة الفلسطينيين من الوقوع في شرك الوعود الضبابية والغامضة بأنَّ الأوضاع ستكون أفضل في حال إحياء عملية السلام في وقت ما مستقبلاً، فبعد مرور عشرين عامًا من اتفاقية أوسلو ومفاوضات السلام الوقائع على الأرض هي أن مساحة الأراضي التي يمكن للفلسطينيين أن يقيموا دولتهم عليها تتقلص يوميًا بسبب استيلاء إسرائيل على مزيد من الأراضي في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وما يكسب هذه المعركة الدبلوماسية بعدًا دراميًا إعلان المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي بأنّ علاقتها مع الولاياتالمتحدة ستتأثر سلبًا في حال استخدام الولاياتالمتحدة حق الفيتو ضد الطلب الفلسطيني.