تظاهر آلاف المصريين بميدان التحرير وفي عدد من المحافظات أمس فيما أسميت ب "جمعة لا للطورائ،" احتجاجا على قرار المجلس العسكري تفعيل قانون الطوارئ سيء الصيت في أعقاب الأحداث التي واكبت مظاهرات "جمعة تصحيح المسار"، مطالبين بالتراجع عن القرار الذي أثار ردود فعل منددة على نطاق واسع في مصر، على الرغم من تعهد الحكومة بقصر تطبيقه على البلطجية وأعمال العنف والاضطرابات التي قد تشهدها البلاد. وكان عشرات المتظاهرين بدأوا في التوافد على ميدان التحرير صباح الجمعة، والتي دعا إليها عدد من القوى السياسية والحزبية فيما قاطعها البعض الآخر، حيث حجز المتظاهرون أمام المنصة الوحيدة بالميدان والتي تم نصبها أمام مبنى الجامعة الأمريكية لحجز أماكنهم قبيل بدء صلاة الجمعة، وقام المشاركون يتكريم شخص رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لمواقفه الداعمة لثورة 25 يناير. وطالب المشاركون في المظاهرة بإلغاء قانون الطوارىء وعودة الأمن والآمان للشارع المصرى، وتطبيق القانون الطبيعى على الجميع بالتساوى، بالإضافة الى استكمال جميع مطالب الثورة، وقد أدوا صلاة الغائب على أرواح شهداء ثورة 25 يناير وشهداء الوطن العربى الذين استشهدوا أثناء مطالبتهم بالحريات فى بلادهم. وجاءت الدعوة لصلاة الغائب فى ميدان التحرير بالتوافق مع عدد من القوى والحركات السياسية من بينها اتحاد شباب الثورة, وحركة شباب من أجل عدالة وحرية, وحزب الغد الجديد, واتحاد قوى دعم البرادعى, والاتحاد العام العالمى للمسلمين, وحركة استقلال الأزهر. وشهدت مظاهرة الأمس لأول مرة غياب رجال الدين المعروفين بالميدان، وفى مقدمتهم الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم وخطيب الثورة عن الميدان; حيث اعتاد متظاهرو ومرتادو الميدان على وجوده على مدار الجمعات المختلفة التى يتم الدعوة اليها، وهو ما اضطر مجموعات كبيرة من المتظاهرين بالميدان الى الانصراف لآداء صلاة الجمعة فى الجوامع المحيطة به . وتطوع جمعة محمد وكيل نقابة المحامين ببورسعيد وعضو ائتلاف الثورة لإلقاء خطبة الجمعة بميدان التحرير، والتي دعا خلالها إلى إلغاء تفعيل قانون الطوارىء ووقف المحاكمات العسكرية، مشيرا إلى قانون الطوارىء لن يفرق بين البلطجي أو المجرم وبين المواطن الصالح. وأكد أن تفعيل قانون الطوارىء يتنافى بشكل كلى مع مطالب الثورة، مطالبا بضرورة إلغائه وتطبيق القانون المدنى على جميع المواطنين دون استثناء، كما دعا إلى ضرورة الغاء المحاكمات العسكرية وكذلك الأحكام التى سبق وأن صدرت بحق بعض المواطنين وإعادة محاكمتهم من جديد أمام المحاكم المدنية. وشدد على ضرورة تسليم السلطة إلى إدارة مدنية ووضع جدول زمنى لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، مؤكدا أن الأمن والاستقرار لن يعودا الى البلاد إلا بعد إجراء الانتخابات. وكان نحو مائة شخص من أعضاء الجبهة السلفية نظموا مسيرة سلمية بميدان التحرير والشوارع المحيطة بها قبيل "جمعة لا للطوارىء", والتى دعت لها فعاليات شبابية وسياسية احتجاجا على تفعيل العمل بقانون الطوارىء. وحمل المشاركون فى المسيرة لافتة كبيرة مكتوب عليها باللون الأحمر "لا للطوارىء".. مرددين هتافات "واحد اثنين, الثورة راحت فين",ومرددين "لا للمحاكمات العسكرية". وشهدت العديد من المحافظات مظاهرات مماثلة، ففي الإسكندرية تظاهر آلاف ومن بينهم أعضاء من جماعة "الإخوان المسلمين" بساحة مسجد القائد إبراهيم والعديد من الحركات السياسية التي أعربت عن تنديدها بتفعيل قانون الطوارئ، مشددة على ضرورة وقف العمل احترامًا لمطالب الثورة. وفي بني سويف نظم عدد من ممثلي القوى والتيارات السياسية وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة بميدان الزراعيين بمدينة بني سويف طالبوا فيها بإلغاء العمل بقانون الطوارئ. تجدر الإشارة الى أن 30 حركة وائتلافا وحزبا سياسيا كانت قد دعت الى المشاركة فى جمعة (لا للطوارىء) أمس، أبرزها اتحاد شباب الثورة، وحركة شباب من أجل عدالة وحرية، وحزب الغد الجديد، واتحاد قوى دعم البرادعى، والاتحاد العام العالمى للمسلمين، وحركة استقلال الأزهر، فيما عارضها بقية القوى والأحزاب السياسية ومن أبرزها حزب الحرية والعدالة، وحزب الوفد، وحزب النور، وحركة 6 أبريل.