علمت "المصريون" أن أحمد عز عضو مجلس الشعب وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني أنفق مليوني جنيه في إطار حملته الدعائية بالصحف القومية لنفي الاتهامات التي وجهها إليه النائب طلعت السادات بالاستيلاء على أراضي الدولة وتحقيق مليارات الجنيهات من خلال التلاعب بالبورصة. وربطت المصادر بين إنفاق عز لهذا المبلغ الضخم وخوفه من تأثير الاتهامات التي وجهها السادات له واحتمال انتقال ملفه إلى المدعي الاشتراكي، وخشيته من آثارها السلبية على وضعه السياسي في الحزب في ظل الحرب الضروس والانتقادات الموجهة لأدائه من رموز الحزب ، وعلى رأسهم سلفه كمال الشاذلي ورجل الأعمال محمد أبو العينين. ولفتت إلى أن عز تلقى لومًا شديدًا من مؤسسة الرئاسة ولجنة السياسات حول القضية الأخيرة ، وأنها طالبته بتجنب تكرار هذه الأزمة التي يمكن أن تستغل لتشويه صورة النظام وتكريس اعتقاد بوجود تحالف قوي يربطه برجال الأعمال. ولم تستبعد المصادر أن يكون تخصيص صحيفة قومية واحدة لست صفحات للدفاع عن عز قد جاء بناءً على أوامر عليا. وكشفت عن أن عز يمارس ضغوطًا شديدة على طلعت السادات لإثنائه عن إصدار "الكتاب الأسود" الذي يتناول فيه قوائم الاتهامات الموجهة ضده، في ظل خشيته من أن يؤدي فتح أية جهات رقابية لملف شركة الدخيلة وأراضي الدولة في خليج السويس إلى توجيه ضربة قاصمة له. وأضافت أن فتح الجهات الرقابية لتلك الملفات سيسهم في إخراج كم كبير من الاستجوابات من أضابير مجلس الشعب حول هذه القضية، وهو ما يمكن أن يشكل نهاية الرجل المقرب من رئيس لجنة السياسات، وبخاصة إذا تخلى النظام عنه. من جانبه، اتهم أبو العز الحريري عضو مجلس الشعب السابق أحمد عز باستخدام سلاح الإعلام بصورة مكثفة في الفترة الحالية بسبب إدراكه لحجم وخطورة الملابسات التي شابت عملية شرائه لشركة الدخيلة ، وإيمانًا منه بأن الحملات الإعلامية قد تكون لها أثر بالغ في تحسين صورته أمام الرأي العام. واعتبر الحريري أن الاتهامات التي وجهها طلعت السادات لعز مجرد اتهامات بسيطة لا تقترب بشكل جدي من المخالفات الكبيرة التي ارتكبها عز فيما يخص شركة الدخيلة وأراضي مشروع خليج السويس. على صعيد متصل ، أكد الدكتور أحمد ثابت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الحملة الإعلامية الشرسة التي خاضتها الصحف القومية لتلميع صورة عز تكشف طبيعة الزواج الكاثوليكي بين الثروة والسلطة على نحو يبدو معه المال العام وأملاك الشعب بمثابة شيء ثانوي إزاء شهوة المال والصولجان التي تحكم مصر حاليا. وأشار إلى أن عز شعر بالرعب الشديد من إمكانية تطور الأزمة وتحويلها إلى المدعي العام الاشتراكي وإمكانية أن تخرج عن سيطرته ، فاستغل ملايينه لتطويقها.