هجمات إرهابية جديدة أسفرت عن استشهاد ضابط ومجند في العريش ومقتل إرهابيين في شرق القاهرة في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة وتبين من التحريات أنهم كانوا يستقلون سيارة وبحوزتهم أسلحة نارية وذخائر وحزام ناسف وقنبلتان وكشفت التحريات انتمائهم لجماعة بيت المقدس وأنهما ضالعين في العديد من الحوادث الإرهابية منها مقتل عميد بالجيش ف28 نوفمبر وتفجير مديرية امن القاهرة وعدد من الأقسام وأنهما كانا في طريقهما لتفجير قسم شرطة السلام. تقود القوات المسلحة في شمال سيناء عمليات عسكرية موسعة، ورفعت حالة الطوارئ، ودرجات الاستعداد لدى كامل القوات على الأرض، للانتقام لشهداء الأحداث الإرهابية التي وقعت في عدة مناطق أمنية وعسكرية مساء يوم الخميس الماضي وخلفت شهداء ومصابين لم يتم الإعلان عن أعدادهم حتى الآن بشكل رسمي ونهائي من قبل القوات المسلحة أو وزارة الصحة، ومن المنتظر صدور بيان تفصيلي عن الحادث خلال الساعات المقبلة من خلال المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة العميد محمد سمير. هي إذن حرب معلنة تخوضها القوات المسلحة للقضاء علي الإرهاب في سيناء .لقد أكدت الأحداث التاريخية أن ما يقرب من 90% من الغزوات التي تعرضت لها مصر كانت سيناء معبراً لها، لذا فإن عبرة الماضي وخبرة الحاضر ونظرة المستقبل وأمانة العمل من أجل الأجيال القادمة ، تستوجب تكثيف الجهود نحو المزيد من التعمير والتنمية علي امتداد أرض سيناء وفقا لإستراتيجية علمية سليمة، وفي إطار خطة شاملة تتوافر لها جميع الإمكانات إن الهجوم على المقرات الأمنية والعسكرية في العريش وقع بطريقتين مختلفتين في توقيتات متزامنة من خلال إطلاق مجموعة من قذائف الهاون على الفوج 101 حرس حدود، سقطت في أحد مخازن الذخيرة الموجودة بالفوج ما أدى إلى سلسلة انفجار مدوية واشتعال النار في جزء من المبنى وإصابة واستشهاد عدد من أبناء القوات المسلحة نتيجة ضغط الموجة الانفجارية التي خلفتها قذائف الهاون والشظايا المتطايرة منها، إلى جانب الحريق الذي شب في المبنى. وأوضح المصدر أن قذائف الهاون التي أطلقتها المجموعات الإرهابية طالت عددًا من المنشآت العسكرية بخلاف الفوج 101، مثل فندق ضباط القوات المسلحة بالعريش، ومستشفى العريش العسكري، نتيجة وقوع تلك المباني في حيز عمراني واحد، بينما تعرضت مديرية أمن شمال سيناء ومقر الفوج 101 من الخلف، ومبنى المحافظة لاستهداف من خلال 3 سيارات مفخخة منها "عربة نقل فنطاس" مخصصة لنقل المياه، كانت مملوءة بالمواد المتفجرة تم الاشتباه فيها من خلال قناصة القوات المسلحة الموجودين على أسطح العمارات الموجودة بجوار مديرية الأمن، الأمر الذي أدى إلى انفجار العربة الفنطاس قبل وصولها إلى مبنى المديرية بأمتار قليلة، إلا أن الانفجار خلف شهداء ومصابين نتيجة الكميات الكبيرة من المواد المتفجرة التي كانت داخل العربة، بالإضافة إلى مقتل الانتحاري الذي كان بداخلها، بالإضافة إلى أن العربتين المفخختين بجوار المحافظة والمنشاة العسكرية تم تفجيرهما أيضًا في نفس التوقيت، تحت تغطية من قذائف الهاون، التي أربكت صفوف قوات الأمن
لان الهجوم وقع في توقيتات متزامنة على عدة أكمنة عسكرية وأمنية في شمال سيناء من بينها كمين الريسة، وكمين الماسورة، وضاحية السلام وأسفر عن إصابة عدد من أفراد الشرطة والجيش، لان الهجوم وقع في حدود الساعة السادسة والنصف ونشرت خلاله الجماعات الإرهابية كل ما لديها من أسلحة ومعدات وقذائف صاروخية لضمان نجاح التنفيذ ومفاجأة القوات على الأرض بالأعمال الإرهابية الجبانة التي تفتقر إلى المواجهة المباشرة وتعتمد على المقذوفات الموجهة بشكل غير مباشر "الهاون" والتي يتم إطلاقها على مسافات تصل من 4 كيلومترات وتحدث ما يسمى ب"الضرب المساحي" الذي يصيب أكثر من هدف في وقت واحد، ويتم إطلاقه من خلال عناصر إرهابية أجنبية مدربة.
أن الطبيعة الجغرافية لشمال سيناء تساعد العناصر الإرهابية في تنفيذ العمليات الإرهابية نظرًا لكثرة الثنايا الرملية والأماكن التي يمكن استغلالها لتوجيه ضربات بقذائف الهاون ضد القوات، لان تجهيز وإطلاق قذيفة هاون لا يستغرق أكثر من دقيقة واحدة ثم يتخفى بعدها العنصر الإرهابي داخل خنادق أو يندمج وسط الأهالي، خاصة أن العاصر الإرهابية في سيناء تعيش وتندس وسط أبناء سيناء.
أن مروحيات الأباتشى الهجومية تقود عمليات تمشيط واسعة للبؤر الإرهابية والإجرامية في شمال سيناء بشكل غير مسبوق، مشمولة بمعاونة مكثفة من أجهزة جمع المعلومات، التي تمدها بالمعلومات أولاً بأول عن أماكن اختباء المجموعات الإرهابية والعناصر المسلحة في شمال سيناء، بالإضافة إلى العمليات النوعية التي تنفذها مجموعات الصاعقة والمظلات في العريش والشيخ وزيد ورفح، لافتًا إلى أن الساعات المقبلة سيتم الكشف عن نتائج العمليات التي تقودها قوات الجيش الثاني الميداني ضد البؤر الإرهابية عقب الأحداث التي شهداتها مدينة العريش أمس الخميس. لقد تحدثنا كثيراً، ومنذ سنوات عدة، وأكدنا حتمية تنمية سيناء، لأن هذه الأرض إن لم تشغل بنا فسوف تشغل بغيرنا، وأن الفراغ يغري بالعدوان وقلنا: إن التنمية والعمران المكثف علي حدودنا هما البديل الأمثل وخط الدفاع المباشر عن ترابنا الوطني، وهما الترباس الحقيقي علي بوابة مصر الشرقية، وأن الأمن بمفهومه الواسع يتضمن أبعاداً مختلفة ، فمن ناحية ليس من المتصور أن يتم ترك مساحة واسعة من أرضٍ مصر بلا تنمية، خاصة وأنها تحوي ثروات لا محدودة. فتنمية سيناء سوف تسهم في دعم الاقتصاد القومي لمصر، وبالتالي دعم الأمن القومي المصري. من ناحية أخري فإن تلك التنمية تسهم في تعميق انتماء أبناء سيناء للوطن .فالعوامل الأمنية يجب أن تفسح الطريق الواعي للتنمية ، والمهم أن نُحدث التوازن الدقيق بين التنمية والأمن .ونقول في هذا السياق، يجب الارتكاز علي مجموعة من الآليات والوسائل لتحقيق أهداف التنمية الصناعية في سيناء ، ملخصها ما يلي : التنفيذ المبكر لمشروعات البنية الأساسية. وتحقيق الربط بين سيناء وبقية أقاليم الجمهورية. وتبني مفهوم المشروعات العملاقة كمد ترعة السلام إلي العريش ومشروع وادي التكنولوجيا. وتطوير المناطق الصناعية وتجهيزها بالخدمات والمرافق . والاستغلال الاقتصادي الأمثل للموارد الطبيعية. ودعم القدرة التصديرية . كما تحدثنا عن محاور السياسة الصناعية المقترحة لتنمية سيناء ، ولخصتاها في : الحفاظ علي التوازن بين متطلبات التنمية ومتطلبات البعد الأمني القومي . الاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية والبشرية وتنميتها. وإقامة المشروعات ذات المزايا التنافسية. ورفع الكفاءة الإنتاجية للمشروعات الحالية الواعدة تصديرياً وتأهيلها للمنافسة العالمية. واستكمال تأهيل المناطق الصناعية القائمة بعناصر البنية الأساسية عالية الجودة. ووضع برنامج لتنمية ودعم المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر . علاوة علي التخطيط الدقيق لتحقيق الجذب السكاني وإعادة التوطين . وتوجيه الإعلام نحو التنمية الشاملة بسيناء . وتشكيل أمانة فنية تتبع رئيس مجلس الوزراء، وتضم خبراء وممثلين عن الوزارات والمحافظات المعنية، تكون لها كل الصلاحيات ،في اختيار وتنفيذ المشروعات، وتأكيد أهمية التنمية البشرية، لمواكبة متطلبات المرحلة في سيناء. وقد تقدم الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين كثيراً بالعديد من المقترحات التي تتضمن تصورات المستثمرين لتنمية سيناء وتحقيق الجذب السكاني فيها وتوفير فرص العمل لأبنائها في مناطقها الثلاث الشمال والوسط والجنوب . من هذه المقترحات، إنشاء صندوق قومي لتنمية سيناء برأسمال مناسب يمول تراكمياً من عوائد البترول حيث تنتج سيناء ما يزيد علي 5% من إجمالي البترول في مصر ،كما يتم تمويله من مصادر أخري،والتوسع في إقامة المشروعات الكبري المستخدمة للثروات الطبيعية وفي مقدمتها مشروعات الأسمنت والزجاج والسبائك الحديدية والأسمدة والطوب والرخام,والتحفيز علي إقامة المشروعات الضخمة المستخدمة للغاز الطبيعي كبداية حقيقية للتوسع في صناعة البتروكيماويات في مصر. ثلاثة أشقاء ينتمون لآل «زعتر» يحملون الجنسية الفلسطينية.. معروف عنهم براعتهم في القنص.. وكانوا يدربون عدداً من الإرهابيين علي القنص حتي تم القبض عليهم ويخضعون لتحقيقات الأجهزة المعنية الآن.
كاتب المقال دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام ومدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية