كنت قد بدأت قبل ثلاثة شهور في كتابة سلسلة من المقالات تحت عنوان من أين نبدأ؟ وكم كنت اتمني أن أواصل الكتابة في هذا المجال الهام، في محاولة لوضع بعض الحلول والمقترحات بطريقة علمية ومنهجية للمشكلات والمعضلات التي تجابه مصر، حيث غابت الرؤية وسط ضجيج الاحداث الصاخبة وسرعة وتيرة الدم والكراهية والغباء أيضا. ولكن الاحداث الجارية هي التي القت بظلالها الكثيفة فغيرت الحالة النفسية ليس لي فقط ولكن لكافة ابناء الشعب المصري من الذين ولم يكن هناك من بد سوي التفاعل مع ما تمر به من أحداث جسام وتغيرات نوعية في سلوك بعض الجماعات والعصابات الإرهابية وكأن لسان حالهم.. لو اصبحت مصر كومة من تراب فلن نتنازل عن عرشها.. لو صارت مصر ركاما فلن نتنازل عن حكمها الذي آل إلينا بعد صبر تجاوز الثمانية عقود، هذا هو لسان حال كل المنتسبين للجماعة الإرهابية التي تعيث في الارض فسادا،تحت مسمي المقاومة الشعبية والعقاب الثوري وحسم والعناصر المجهولة، فما إن تيقنوا من أن سلميتهم ليست أقوي من الرصاص وبأن عودتهم لسدة حكم مصر أصبح دربا من دروب الخيال وإستحالة عودة مرسي لقصر الإتحادية حتي اصابت عقولهم لوثة وأخذوا يزرعون العبوات الناسفة والقنابل في كل شبر يستطيعون الوصول إليه وخاصة علي قضبان السكك الحديدية ويحرقون السيارات والترام وسيارات الشرطة واتوبيسات النقل العام ومكاتب البريد وماكينات الصراف الآلي والتكسيات الخاصة ومحولات الكهرباء ويفجرون أبراج نقل الكهرباء، وقطع الطرق، وحرق القطارات ايضا ومهاجمة أكمنة الشرطة والجيش، وكأنهم ليسوا من مصر، ومن الغريب أنك تري الفرحة في وجوه المذيعين الذين ينتمون إليهم في قنواتهم التي تبث حقدا وغلا وكراهية لكافة مؤسسات الدولة من شرطة وقضاء وجيش وإعلام وشعب وحتي أنفسهم، فهؤلاء يكرهون انفسهم قبل كراهيتهم للغير، وسيسجل التاريخ بأن هناك عصابة دموية قد وصلت لحكم مصر في غفلة من الزمن مرتدين عباءة الدين والتقوي والصلاح وعندما ثار عليهم الشعب في ثورة شعبية حاشدة لفشلهم أو لإفشالهم كما يحبوا أن يقولوا، في إدارة امور الدولة بكل ما تحوي من موارد ومشاكل وتحديات، ابوا إلا أن يعاقبوا هذا الشعب بإنهاكه اقتصاديا وبإرهابه، إعتقادا منهم أو وهما بأن هذا قد يعود بهم إلي كرسي الحكم مرة أخري، وللامانة أسجل بأن لصبر الشعب المصري حدود وبأنه إذا وصل الشعب لحدود الغضب فإنه سيقوم بنفسه وبالنيابة عن الشرطة والجيش ودون إنتظار لإنفاذ القانون أو تنفيذ أحكام القضاء بالثأر من هؤلاء الارهابيين وإجتثاثهم، فغالبية الشعب المصري لا يميل إلي العنف وكل ما يصبو إليه هو العيش في أمن وأمان تحت قيادة من يوفرهما له مع توفير الحد الادني من متطلبات المعيشة. نعم، هذه الفئة التي ضلت طريق الرشاد والتي تتمني أن تري مصر كومة من تراب جزاء وفاقا للشعب الذي ازاحهم من حكم مصر بعد تجربتهم لفترة قصيرة هذه الفئة تفرح كثيرا لقتل جنودنا وتفرح أكثر لحرق ممتلكاتنا وتدمير إقتصادنا وكأن لسان حالهم أما أن احكمك أو اقتلك، هذه الفئة الإرهابية الضالة يجب أن تراجع مواقفها وعقيدتها وثوابتها، وإلا فإن غضبة الشعب عليها ستكون شديدة ولن يكون لهم قبل بها. فمصر باقية والإرهاب زائل لا محالة. وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.