تواجه المدارس التركمانية التي افتتحت في منتصف تسعينيات القرن الماضي، في مناطق إقليم شمال العراق، "مخاطر الإغلاق"، بسبب انخفاض اعداد التلاميذ الملتحقين بها مع مرور السنين، لأسباب عديدة، ما دفع السياسيين والأكاديميين والتربويين التركمان إلى عقد اجتماع لبحث المشاكل التي تواجهها مدارسهم. محذرين من مخاطر غلق تلك المدارس في حال استمر الوضع على حاله. وأشار النائب في برلمان إقليم شمال العراق عن الجبهة التركمانية، "آيدن معروف"، في تصريح لمراسل الأناضول، إلى وجود 16 مدرسة تركمانية في الإقليم، 14 منها في مدينة أربيل ومدرستان في قضاء كفري، مضيفاً أن ألفا و800 تلميذ يدرسون في هذه المدارس حالياً، حيث كان عددهم 12 ألف عام 1995، معرباً عن أسفه للانخفاض الكبير في أعداد الطلبة في هذه المدارس، مؤكدا أن هذا مؤشر على عدم إعطاء الأهمية للمدارس التركمانية. واتهم معروف وزارة التربية في الإقليم، بإهمال المدارس التركمانية، وعدم النظر إليها والاهتمام بها كمدارسها، مشيراً إلى وجود دعاية مضادة تستهدف المدارس التركمانية من قبيل :"لا مستقبل لهذه المدارس"، مشدداً أن عدم اهتمام الوزارة بمدارسهم دفع المواطنين إلى الامتناع عن إرسال أبنائهم إليها. وأوضح معروف أن المدارس التركمانية موزعة حسب خريطة مدينة أربيل القديمة، حيث تفتقر الأحياء التركمانية الجديدة في المدينة إلى المدارس التركمانية مؤكداً ضرورة قيام وزارة التربية بإنشاء مدارس جديدة في هذه الأحياء ، مضيفاً أن أبنية المدارس الحالية قديمة وتحتاج إلى تعمير من قبل الوزارة. من جانبه أشار الأستاذ في جامعة صلاح الدين، "عبد السلام عبدالمجيد"، إلى المشاكل الأساسية التي تواجهها المدارس التركمانية، ومنها عدم كفاية المعلمين، وقلة خطوط نقل التلاميذ، وعدم استخدام التقنيات الجديدة في طرائق التدريس، والأبنية القديمة لتلك المدارس، مبيناً أن المشاكل الحالية أدت إلى تضرر هذه المدارس تدريجياً. وأوضح عبدالمجيد أن المدارس التركمانية افتتحت في الأحياء التي يقل فيها التركمان، وأن غياب خدمات النقل، أدت إلى ظهور مشاكل في ذهاب التلاميذ إلى المدارس، مضيفاً أن أغلب المعلمين أكملوا دراساتهم اما في اللغة العربية أو الكردية، ولذلك يواجهون صعوبات في التدريس في اللغة التركية، إلى جانب وجود نقص كبير في أعداد المعلمين لتدريس مواد الفيزياء والرياضيات والكيمياء.