تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، "بتذكر كل ضحايا المحرقة النازية (الهولوكوست)"، معتبرا أنها "فرصة تظهر جهودنا المستمرة لإنهاء الإبادة الجماعية". جاء ذلك في بيان أصدره البيت الأبيض في اليوم الدولي للمحرقة النازية التي تعرف دولياً بالهولوكوست، وذكرى مرور 70 عاما على إغلاق معسكر أوشفيتز سيء الصيت. وقال أوباما في بيانه "في الذكرى الدولية العاشرة لليوم الدولي للمحرقة، والذكرى السبعين لتحرير معسكر اوشفيتز-بيركيناو (في بولندا)، يكرم الأمريكيون 6 ملايين يهودي وملايين آخرين تم قتلهم على يد النظام النازي، كما أننا نكرم أولئك الذين نجوا من الشواه (المصطلح العبري للمحرقة ويعني الكارثة) بينما نقدر الندوب والأعباء التي حملها العديدون منذ ذلك الوقت". الرئيس الأمريكي قال في بيانه إن "هذه المناسبة هي فرصة تظهر التقدم الذي حققناه في مواجهة هذا الفصل المريع من التأريخ الإنساني وجهودنا المستمرة لأنهاء الإبادة الجماعية"، مشيراً إلى إرساله وفد إلى بولندا حيث يوجد معسكر أوشفيتز-بيركيناو الذي تم انشاؤه في 8 أكتوبر 1941 وضم قرابة 200 ألف معتقل يهودي وغيرهم. وأضاف أوباما "أننا سنستذكر كل ضحايا المحرقة، ونتعهد بألا ننساها أبداً". وفي عام 2000 بادرت الولاياتالمتحدة و30 دولة أخرى إلى تأسيس ما عرف ب "حلف الاستذكار الدولي للمحرقة" في العاصمة السويدية ستوكهولم والذي تعهد بإبقاء ذكرى المحرقة عن طريق الاعتراف بها كمجزرة ابادة جماعية وعلى دراستها وآثارها وتكريم ضحاياها. ويختص مكتب التحقيقات الخاصة التابع لوزارة العدل بمتابعة تحركات النازيين السابقين ومطاردتهم وتقديمهم للمحاكمة، بحسب الموقع الالكتروني لمتحف المحرقة في العاصمة الأمريكيةواشنطن. ويشير الموقع إلى أن القانون الأمريكي لا يحاكم الأفراد على ارتكابهم جرائم وقعت خارج الولاياتالمتحدة مالم تنفذ الجريمة ضد مواطنين أمريكيين، لذا فإن مكتب التحقيقات الخاصة، كثيراً ما يقوم بتقديم النازيين السابقين على أساس خرقهم لقانون الهجرة نظراً لكونهم قدموا معلومات كاذبة إلى دوائر الهجرة في الولاياتالمتحدة تخفي انتمائهم السابق إلى الحزب النازي. وقدم المكتب المذكور أكثر من 117 "مجرم حرب" خلال الفترة الممتدة بين 1979- 2010 إلى المحاكم معظمهم من ليتوانيا ولاتيفيا وأوكرانيا وألمانيا، بحسب المصدر ذاته. ولا يعاقب القانون الأمريكي على انكار المحرقة اليهودية كونه يتعرض مع البند الأول من الدستور الأمريكي والذي ينص على حرية الرأي والصحافة والجمعيات كما أنه لا يمنع انشاء جمعيات ما يسمى بالنازيين الجدد ما لم تدعو الرسائل التي يطلقها إلى ممارسة العنف سواء ضد اليهود أم غيرهم، بحسب بحث منشور عام 2012 لأستاذ القانون في جامعة تشابمان مايكل بيزيلر. ويضيف بيزيلر في بحثه المعنون "قوانين إنكار المحرقة وغيرها من التشريعات التي تجرم الترويج للنازية"، أن الحكومة الأمريكية حاولت في السبعينات منع مجموعة من "النازيين الجدد" من تنفيذ مسيرة في حي سكوكي في ولاية ميشيغان حيث يقطن العديد من الناجين من المحرقة، إلا أن المحاكم الاتحادية سمحت للمسيرة بالحدوث. وأوضح أن هناك منظمات للحريات معروفة في الولاياتالمتحدة مثل الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية كثيراً ما انتقد لدفاعه بقوة عن النازيين الجدد ضد إخضاع أنشطتهم لقيود. و"الهولوكوست" مصطلح استخدم لوصف الحملات من قبل حكومة ألمانيا النازية وبعض من حلفائها لغرض الاضطهاد والتصفية العرقية ليهود في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، وأطلق لاحقا على تلك الحملات كلمة "الهولوكوست"، وهي كلمة تعود إلى جذور يونانية تعني حرق الأضاحي، إلا أن اليهود استخدموا مصطلحاً توراتياً قديمة ويعني الكارثة هو "شواه". ويعود اختيار يوم 27 يناير من كل عام لإحياء تلك الذكرى إلى تحرير قوات التحالف خلال الحرب العالمية الثانية في ذات اليوم (27 يناير 1945) معسكر (أوشفيتز) النازي في بولندا الذي قتلت فيه قوات الاحتلال النازي أكثر من مليون شخص معظهم من اليهود والسجناء السياسيين. وأعلنت الأممالمتحدة في 2005 يوم 27 يناير من كل عام، يوماً دولياً لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست.