يفتتح وزير الثقافة المصري، جابر عصفور، غدا الأربعاء الدورة ال46 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بالعاصمة المصرية بمشاركة 26 دولة بينها إثيوبيا لأول مرة، فيما تحل السعودية كضيف شرف بالمعرض هذا العام. وقال أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب إن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب غدا الأربعاء ستقتصر على تفقد صالة العرض الرئيسية فقط. وأضاف في بيان صحفي حصلت الأناضول على نسخة منه اليوم الثلاثاء أن "نشاط مخيم الفنون فضلا عن الحفلات التراثية المقرر أن تحييها فرق فنية مصرية سيتم تأجيلها بالكامل إلى أن تنتهي فترة الحداد على العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز بعد 7 أيام من وفاته". وأعلنت السعودية وفاة الملك عبد الله، الجمعة الماضية، حيث نعته مصر، وأعلنت الحداد 7 أيام على وفاته. ووفقا للبيان الصحفي، فإن السعودية تنظم نشاطا ثقافيا مميزاً فى معرض القاهرة الدولى للكتاب من خلال ندوات وأمسيات شعرية تستهلها بندوة حول العلاقات السعودية المصرية يتحدث فيها السفير السعودي بالقاهرة أحمد بن عبد العزيز قطان. هذا بالإضافة لندوات أخرى بعناوين "المملكة فى كتابات المفكرين والمؤرخين المصريين" و"الإعلام السعودى.. تاريخ وتطور" و"الاكتشافات الأثرية فى المملكة العربية السعودية" و"الأدب السعودى بأقلام النقاد المصريين". اختيار السعودية كضيف شرف ومشاركة إثيوبيا للمرة الأولى في فعاليات المعرض، اعتبره الناقد الفني مجدي الطيب ضمن الدلالات السياسية التي تلقي بظلالها على تفاصيل الأجندة الثقافية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المزمع إقامته في الفترة من 28 يناير/ كانون الثاني الجاري وحتى 12 فبراير المقبل. وأضاف في تصريحات لوكالة الأناضول "لأول مرة تحل السعودية كضيف شرف على معرض الكتاب، ولأول مرة أيضا تشارك إثيوبيا في فعاليات المعرض الدولي الذي بدأ في 1969 ليصبح أقدم وأكبر معرض للكتب بمنطقة الشرق الأوسط. واعتبر أن "التقارب المصري السعودي عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عن الحكم في 3 يوليو 2013، سببا رئيسيا في اختيار السعودية كضيف شرف، خاصة أنها لا تملك سجلا ثقافيا حافلا يفرض اختيارها بعيدا عن الأسباب السياسية". وأضاف: "أما إثيوبيا فالأزمة الدبلوماسية التي فجّرها سد النهضة بينها وبين مصر لن تحل دون تدخل من القوى الثقافية لإذابة الخلافات بين الشعوب أولا والعمل على تقريبها ومن ثم تغيير المسارات الرسمية المعادية التي قد تنتهجها حكومة ما ضد المصريين، بحسب الطيب. ووفقا للناقد الفني، تعكس تلك الاختيارات الوعي الكامل الذي يتمتع به القائمون على المعرض هذا العام للدور الكبير الذي من الممكن أن تلعبه القوى الناعمة لتحريك ملفات سياسية راكدة أو لتوطيد علاقات سياسية قوية بالأساس. لذلك رأى الطيب أن توظيف الثقافة لخدمة أهداف سياسية على هذا النحو أمر مستوعب ووارد الحدوث. ويقام المعرض هذا العام بمشاركة 26 دولة مقابل 14 دولة العام الماضي، وبمشاركة 48 جناح عرض، مقابل 36 في العام الماضي، فضلا عن 850 دار نشر من بينهم 50 دار نشر أجنبية، و250 دار نشر عربية و550 ناشر مصري. أما مساحة المعرض فتبلغ 80 ألف متر تسع 20 صالة رئيسية للناشرين وللنشاط الثقافي.