قال سالم خضر النائب في البرلمان العراقي عن المكون الشبكي، اليوم الاثنين، إن 1300 من الشبك والكاكائيين والمسيحيين من محافظة نينوى (شمال)، تطوعوا تحت إشراف وزارة البيشمركة (وزارة دفاع إقليم شمال العراق) للمشاركة في تحرير مناطقهم من سيطرة تنظيم داعش. فيما بحث وزير الدفاع خالد العبيدي الأوضاع في مدينة الموصل بمحافظة نينوى، ذات التنوع العرقي والديني مع السفير الأمريكي. وقال النائب خضر للأناضول إن "650 متطوعا من المكون الشبكي سيلتحقون بمعسكر قرب اربيل في الاول من فبراير المقبل (يوم الأحد المقبل) لينضموا إلى بضع مئات من المسيحيين والكاكائيين للتدريب بإشراف وزارة البيشمركة". وأضاف "هذه القوات ستساهم في تحرير مناطق الاقليات في سهل نينوى (المنطقة المحيطة بمدينة الموصل من الجهة الشمالية والشرقية) من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي". ومضى خضر قائلا إن "هناك فوجا ثانيا من المكون الشبكي وعدده أيضا 650 متطوعا، وقوائم أسمائهم جاهزة سيبدأون تدريباتهم العسكرية فيما بعد، وبإشراف وزارة البيشمركة أيضا". وتقول إحصائيات غير رسمية أن عدد الشبك في العراق يبلغ نحو 350 ألف نسمة، وينقسمون إلى المذهبين السني والشيعي ويقطن غالبيتهم في المناطق الشمالية والشرقية من الموصل. وفيما يرى بعض الباحثين أن الشبك ينتمون للشعب الكردي، يرى البعض الاخر ان عدد من العشائر الشبكية تعود لأصول فارسية وتركية. أما الكاكائية طائفة كردية موطنها الرئيس هو محافظتي كركوك ونينوى (شمال)، ويتواجدون في مناطق أخرى من العراق وفي إيران أيضا، وهي طائفة مسلمة شيعية المذهب، ويرى باحثون أنهم تأثروا بالأديان المحيطة بهم. ولا يعرف عددهم بالضبط لكنه لا يقل عن بضعة عشرات من الالوف. ويقطن سهل نينوى المحاذي لمدينة الموصل خليط عرقي وديني ومذهبي منوع. من جانبها، قالت وزارة حقوق الانسان العراقية، اليوم الاثنين، إن طفلة ايزيدية، لقيت مصرعها بعد تعرضها للاغتصاب من قبل عناصر تنظيم داعش، فيما أقدم عناصر التنظيم على قتل الطبيب المعالج لها لتذمره من اغتصاب الطفلة. وقالت الوزارة في بيان، وصلت نسخة منه إلى الأناضول، إن "طفلة في الثانية عشرة من عمرها توفيت بعد اغتصابها من قبل عصابات داعش الارهابية في محافظة نينوى"، موضحة ان "الطفلة من المكون الايزيدي وقد تعرضت لنزيف دموي شديد بسبب الاغتصاب مما تسبب بوفاتها على الفور". وأشارت الوزارة، إلى أنه "امعاناً في تلك الجريمة أقدم افراد من تلك العصابات على نقل الطفلة الى عيادة طبية في الموصل، وبعد ان نشبت مشاجرة بينهم وبين الطبيب المعالج بسبب استيائه من تلك الجريمة البشعة قامت تلك العصابات بقتل ذلك الطبيب وتركوا الجثتين في العيادة المذكورة". وتتحدث تقارير صحفية وناشطين إيزيديين عن قياملتنظيم داعش بارتكاب جرائم بشعة، من قتل وخطف وسبي الآلاف من الإيزيديين المدنيين. والإيزيديون هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، ويقدر عددهم بنحو 600 ألف نسمة، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، سوريا، إيران، جورجيا، أرمينيا، وبحسب باحثين، تعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة، وتتلى جميع نصوصها في مناسباتهم وطقوسهم الدينية باللغة الكردية. من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع العراقية في بيان لها، أن "وزير الدفاع خالد العبيدي، التقى في مكتبه ببغداد السفير الأمريكي ستيوارت جونز ورئيس مكتب التعاون الأمني في العراق مايكل بدنارك والمسؤول في القيادة المركزية الأمريكية وجيمس تيري". وأوضحت الوزارة أنه "تم التباحث في اللقاء حول الأوضاع في الموصل (بمحافظة نينوى) وعمليات التجهيز والتدريب الجارية للقوات المسلحة العراقية، ومدى جاهزية القوات للمعركة المقبلة، وكذلك تم التطرق إلى التعاون بين وزارتي الدفاع والداخلية في ضبط الحدود وتأمينها تجاه تسلل الإرهابيين". وفي 10 يونيو 2014، سيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) الكردية على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم. وعلى صعيد آخر، شكل مجلس النواب العراقي، اليوم الاثنين، لجنة للتحقيق في حرق منازل في محافظة ديالى (شرق) بعد تحريرها من تنظيم داعش. وقال مقرر البرلمان نيازي معمار أوغلو لمراسل وكالة الاناضول، إن "مجلس النواب العراقي شكل لجنة تحقيقية بشأن حرق منازل لمواطنين بعد تحريرها من داعش"، مشيرا إلى أن "هناك جهات (لم يسمها) تتعمد بحرق الدور والبساتين لتسيء لسمعة الحشد الشعبي"، موضحا أن "اللجنة ستعمل على تقصي الحقائق لمعرفة الاشخاص المسؤولين عن هذه الأعمال ومحاسبة المقصرين". ولم يكشف أوغلو عن هوية أعضاء اللجنة أو كيفية عملها او أية تفاصيل أخرى عن اللجنة المذكورة. واعتمدت الحكومة العراقية بصورة متزايدة، على ميليشيات شيعية مسلحة، بعد انهيار الجيش أمام زحف تنظيم "داعش" في يونيو الماضي، ومن تلك الميليشيات "الحشد الشعبي" و"عصائب أهل الحق" و"حزب الله العراقي" و"سرايا السلام". وتواجه "الميليشيات" الشيعية سيلا من الاتهامات من القوى السياسية السنُية بارتكاب جرائم قتل وخطف وإحراق مساجد وغيرها في المناطق التي تدخلها، فيما اعلنت قيادات "الحشد الشعبي" البراءة من التهم المنسوبة إليهم وأكدوا ان هناك جهات تسعى الى تشويه سمعة "الحشد الشعبي".