بدأ الجيش المصري تدمير وسد العشرات من أنفاق التهريب عبر الحدود بين مصر وقطاع غزة، بواسطة معدات حفر ثقيلة، في الوقت الذي طلبت فيه مصر من حركة "حماس" التي تدير قطاع غزة تسليم فلسطينيين مشتبه بهم في أحداث العريش. ونقلت وكالة "معًا" الفلسطينية عن مصادر أمنية مصرية، إن حملة تدمير الانفاق بدأت يوم الاربعاء الماضي ثاني أيام عيد الفطر، وأنها تتواصل بقوة باستخدام معدات وأجهزة كشف حديثة نجحت من خلالها حتى الآن في الكشف عن ثلاثة انفاق وتدميرها. وأوضحت أن عمليات الكشف والحفر بدأت بمنطقة حي البراهمة الحدودي الذي يقع شمال بوابة صلاح الدين وتحديدا شمال العلامة الدولية رقم 3 حيث تم اكتشاف الانفاق الثلاثة. وأشارت إلى أنه تم تم تدمير جسم النفق الأول باستخدام متفجرات، بينما تم غلق النفقين الآخرين بالأسمنت والحجارة ليصعب على المهربين وأصحاب الأنفاق إعادة استخدامها. وأضافت المصادر إن تدمير الأنفاق يتم بطريقة آمنة جدا، ولا يتم تدميرها بشكل مباشر باستخدام معدات أو وسائل ثقيلة، نظرا لطبيعية المنطقة، حيث يتم التخلص من الأنفاق بطريقتين، الأولى: عن طريق تفجيرها إذا كانت في منطقة خالية من السكان، والثانية: عن طريق سدها بالحجارة إذا كانت في منطقة سكنية. وتابعت المصادر، أن السلطات المصرية أمرت بنقل معدات تدمير الانفاق من منطقة حي البراهمة الحدودي لتبدأ عملها بمنطقة أخرى تم تحديدها وهي منطقة الجرادات أو الدهنية التي تقع جنوب منفذ رفح البري. في الأثناء، نسبت الوكالة إلى مصادر أمنية مصرية كبيرة إن مباحثات سرية جرت بين السلطات المصرية وحركة "حماس" تتعلق بموضوع تدمير الانفاق في ضوء مخاوف الحركة من إقدام السلطات المصرية على تدمير جميع الانفاق. وأشارت المصادر إلى أن المباحثات جرت خلال زيارة وزير داخلية الحكومة الفلسطينية بقطاع غزة فتحي حماد إلى مصر قبل عيد الفطر، وتناولت ملف الأمن في سيناء. وذكرت أن مصر طلبت من "حماس" بتسليم بعض العناصر الفلسطينية المتورطة في أحداث العريش ووقوفها وراء تكوين خلايا "إرهابية" في سيناء، بينما نقل حماد مخاوف "حماس" من إقدام مصر على تدمير جميع الأنفاق المحفورة بين مصر وقطاع غزة والتي تزيد عن ألف نفق بشكل يزيد الحصار المفروض على غزة. وبحسب المصادر، ردت مصر على "حماس" بالقول إنها سمحت باعادة فتح معبر رفح البرى بشكل دائم وتعمل على ادخال كافة المعونات الطبية والغذائية الى قطاع غزة، بينما رأت حماس بأن ذلك غير كاف لرفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة. وكانت مصر ضبطت هذا العام 156 نفقا للتهريب على الحدود بين مصر وغزة، وهي نسبة كبيرة مقارنة بالفترات السابقة، بسبب الحالة الأمنية المتدهورة.