مهلاً وأنت تسرع في رؤية منشورات صفحتها، فقد أصبت صفحة شهيدة جديدة تدعى شيماء الصباغ تلك الفتاة التي تبلغ من العمر (31 عامًا)، والتي قدمت من الإسكندرية للمطالبة بالقصاص لشهداء الثورة وتحقيق أهدافها في ذكراها الرابعة. "شيماء الصباغ"، أمين العمل الجماهيري بحزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" بالإسكندرية متزوجة من أسامة الصالحي ولديها طفل يدعى بلال، قتلتها طلقات خرطوش أطلقته قوات الأمن على المشاركين في مسيرة كانت في طريقها إلى ميدان التحرير. بدأت الأحداث، حسب شهود عيان، بتجمع العشرات من المتظاهرين من حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، لتنظيم مسيرة في اتجاه ميدان التحرير رافعين أكاليل الزهور والأعلام المصرية لإحياء ذكرى الثورة. وهتف المتظاهرون "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، و"يسقط كل من خان.. عسكر.. فلول.. إخوان"، إلا أن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع والخرطوش على المتظاهرين لتفريقهم، ما أدى إلى مقتل الصباغ، فضلاً عن إصابات أخرى. "البلد دي بقت بتوجع..... ومفهاش دفا.... يارب يكون ترابها براح... وحضن أرضها... أوسع من سماها"، تلك الكلمات كتبتها الصباغ عبر صفحتها على موقع التواص الاجتماعي "فيس بوك" قبل أيام وكأنها ترثي نفسها بعد أن ضاقت ذرعًا بالوضع السائد في مصر. وبعد أن دعا حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" المنتمية إليه للتظاهر في التحرير بمناسبة ذكرى الثورة، كتبت الصباغ قائلة "شكراً لحزبي اللى فخورة بيه... ومش مهتمة بأي كلام بيهد عزمتي.. ويقلل منه ومني"، كلمات تنبض حماسًا وتفاعلاً، كتبت بها كلمة النهاية قبل قدومها إلى القاهرة. "الصباغ" كغيرها من الذين أيقظت ثورة 25يناير في نفوسهم الأمل في أن يروا مصر كما يتمنونها، بدت حتى بعد الانقضاض على الحلم وفية لأهدافها ومطالبة بالقصاص لشهدائها، إذ كانت دائمًا ما تذكر الجميع بشهداء الثورة وتدخل في نقاشات حادة مع أصدقائها بشان القصاص ومواصلة مشوار الثورة. الصباغ كتبت تشحذ من همم أنصار ثورة يناير حتى لايفقدوا الأمل في تحقيق أهدافهم التي طالما عبروا عنها، وقالت: "اعتبروها خطرفة ... واستحملونى شوية .. ليه كل الناس رابطة نزول الشارع بيوم 25 يناير ... طيب .. ح تنزلوا الشارع تعملوا ايه ... تهتفوا شوية .. يافرحتى .. تقولوا ماحنا عملناها قبل كدا ونفعت ... اقولكم لا .. الذكى اللى يقرا الواقع .. ويحسب احنا قدمنا ايه بشكل حقيقى عشان ننجح اى تحرك شعبى .. طيب .. اقولكم حاجه .. هل لو عملنا استبيان دلوقتى على 100 فرد .. مش ح يبقى المطلب الاول للمواطن العادى الآمن والأمان .. طيب أسأل امك ولا ابوك كدا .. انتم واثقين فى السيسى ولا لا". زوجها الناشط أسامة الصالحي يعبر عن وجهة نظره السياسية بوضوح فيقول في إحداها "تهنئة رقيقة من رئيس الحكومة ووزير الداخلية لرجال الشرطة فى عيدهم 25يناير. فى ذلك اليوم المجيد ثارت جموع الشعب ضد تجاوزات الشرطة وفساد السلطة!.. ازدواجية لا استطيع تجاوزها". شاهد الصور...