يحار القارئ و المستمع المتتبع لرجال الدين الصفويين الذين يسمون أنفسهم بالمراجع العظام حينما يجد أن ما يقولنه ليس خارج عن أصول الدين والشريعة وحسب و إنما خارج عن أصول العقل والمنطق اللذين هما من مصادر التشريع عندهم . فكما هو معروف أن الفرقة التي تسمى بالأصولية عند الصفوية و التي انشقت عن الفرقة الإخبارية قبل قرن ونيف تقريبا ‘ قد اعتمدت العقل والمنطق من مصادر التشريع و لكن حين تتابع ما يكتبون أو يتحدثون به من فقه أو تفسير أو عقائد ‘ لا تجد عندهم منطقا أو دليلا عقليا يثبت صحة ما يزعمونه . فكل ما عندهم عبارة عن قصص عاطفية أو أحلام ومنامات يرونها في الليل وعند الصباح تتحول إلى عقيدة يدينون بها ويطالبون اتباعم التعبد بها على أنها دين وعقيدة يستلزم الإيمان بها ومن لا يمن بها فهو خارج المذهب . و مثل هذه المعتقدات لا تجدها إلا عند أصحاب الخرافات و عبدت الأوثان وأصحاب الديانات الطوطمية ‘ و يبدو واضحا من خلال ذلك وكما عودونا دائما ‘ أن هؤلاء الملالي ليسوا بعيدين عن الجماعات التي مر ذكرها حيث يجد المتتبع أنهم يفسرون القرآن حسب أهواءهم ‘ هذا ناهيك عن تفسيرهم للأحاديث النبوية الشريفة و وصايا الأئمة والسلف الصالح ‘ فهم لا يستندون إلى مصدر لغوي أو سند تاريخي أو أي منطق عقلي أو نقلي يثبت صحة تفاسيرهم المزعومة ‘ و مثالا على لا للحصر ‘ نضع بين أيدي القارئ هذا التفسير الذي قدمه احد مراجع الحوزة الدينية في مدينة قم الإيرانية ويدعى ( آية الله العظمى السيد صادق روحاني) وذلك بحسب ما هو منشور على الموقع الرسمي لهذا المرجع على شبكة الانترنيت ‘ فبحسب ما جاء في الموقع المذكور ‘ أن احد مقلدي المرجع أعلاه توجه أليه بالسؤال التالي :" ما هو الرابط بين ليلة القدر المباركة و الشخصية المعنوية المباركة لسيدة الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها؟ ". فكان الجواب كالآتي : " أن الله جل وعلا ذكر في الآيات الأولى من سورة الدخان ‘ بسم الله الرحمن الرحيم * حم * والكتاب المبين *إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم * ( الدخان /الآيات1-4 )‘ جاء في تفسير الصافي ( احد ابرز التفاسير عند الطائفة الشيعية ) حول هذه الآيات ‘ أن رجل مسيحي جاء إلى الإمام الكاظم عليه السلام ( موسى بن جعفر الإمام السابع ) و سأله عن بواطن هذه الآيات فأجابه الإمام‘ أما حم فهو محمد صلى الله عليه وآله ‘ وأما الكتاب المبين * فهو أمير المؤمنين علي عليه السلام * وأما الليلة ففاطمة عليها السلام * وأما قوله* يفرق فيها كل أمر حكيم* يقول يخرج منها خير كثير... ‘ أن في هذا إشارة إلى أن هذه السيدة العظيمة سوف يصل منها خير كبير لعالم . فمختصر الكلام ‘ فمثل ما أن ليلة القدر المباركة فيها خير وبركة للناس‘ فان أم الأئمة المعصومين عليهم السلام فاطمة الزهراء عليها السلام أيضا هي مصدر رحمة لكثير من العالمين " . انتهت ترجمة الإجابة . طبعا نحن لا نشكك بمنزلة آل البت عند الله ولكن أن تصل حد الخرافة التي يجري فيها تحريف معاني وتفاسير الآيات القرآنية ‘ فهذا أمر لا يقبله العقل والمنطق ولا يقبله الإسلام . والدليل انه لا يوجد ما يثبت لنا أن النبي صلى الله وعليه وسلم أنزل آل بيته منزلة أكثر من مما أوصى بها القرآن ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) . كما انه لا يوجد دليل عن آل البيت ( رضي الله عنهم أجمعين ) يثبت أنهم أعطوا أنفسهم منزلة فوق منزلة البشر وفوق المنزلة التي كانوا عليها في عهد حياة النبي صلى الله عليه وسلم والتي كانت تتساوى مع منزلة عامة المسلمين . أذن لماذا هذا الغلو الذي يمارسه مراجع الصفوية بحق آل البيت ؟. ببساطة إنها متاجرة في الدين وأنها طريقة لشق وحدة المسلمين‘ وقبل وبعد هذا كله أنهم يريدون أن يستعبدوا اتباعم باسم آل البيت ‘ وفوق ذلك كله حتى لا يقال عنهم انه معممون لا يفقهون من الدين شيئا. صباح الموسوي كاتب وباحث من الأحواز