140 صورة فوتوغرافية، التقطت بمهارات بدائية، استطاع من خلالها 500 طفل، من أبناء اللاجئين السوريين، لم يتجاوز أكبرهم سن الثانية عشرة، إيصال صورة المعاناة التي يعيشونها مع ذويهم في مخيمات اللجوء المنتشرة في العديد من المناطق اللبنانية. هي مبادرة من منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" بالتعاون مع جمعية مهرجان الصورة "ذاكرة" اللبنانية، شملت 500 طفل من أبناء النازحين السوريين في لبنان، تتراوح أعمارهم بين 7 الى 12 عاما، قام خلالها، وعلى مدى سنة ونصف، فريقان متخصصان من المنظمتين بتعليم هؤلاء الأطفال الفنون البدائية للتصوير الفوتوغرافي، ليساعدوهم على إلتقاط صور معاناتهم بأنفسهم. صور توزعت على جدران، مسرح المدينة، في العاصمة اللبنانيةبيروت، ضمن معرض افتتح اليوم الخميس، ويستمر حتى 27 من الشهر الجاري، بحضور حشد من المصورين والمحترفين إضافة لعشرات الأطفال السوريين الذين شاركوا بالتقاطها. كل صورة وضعت في إطار خاص بها، وكُتب تحتها اسم الطفل الذي التقطها وعمره والمنطقة الذي نزح إليها. لكل صورة، حكايتها الخاصة، تنقل معاناة ملتقطها، الطفل، من جهة، ومن هم موجودين فيها من اللاجئين، من جهة ثانية، يغوص فيها المتأمل سائلا نفسه "أي معاناة يعيشها طفل لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره تجعله يبدع بنقل مآسي أهله وجيرانه في خيمة اللجوء؟!". في بداية المعرض، يُستقبل الزائر بصورة لأقدام 7 أطفال سوريين، جمعتهم مأساة النزوح بدون أحذية مناسبة تقيهم وحولة الأرض، الى اليمين قليلا صورة لعدد آخر من الأطفال يحاولون عبور مستنقع من المياه، والحذر واضح في أعينهم. يتابع الزائر جولته في المعرض ليجد الى شمال باب القاعة، صورة طفل نصف عار في مستنقع من الوحول، لم يجد ما يقيه برد الشتاء، وعدد من الأطفال يحاولون خلفه إشعال نار علهم يؤمّنون قليلا من الدفئ الذي افتقدوه وهم في نعومة أظافرهم. المسؤولة الإعلامية في "اليونيسيف" في لبنان، سهى بساط بستاني، قالت إن التحضيرات لهذا المعرض "بدأت قبل عام ونصف، في كل التجمعات غير الشرعية للنازحين السوريين في لبنان"، مشيرة الى أن فريقي "اليونيسيف" و"ذاكرة" جالا في العديد من هذه المناطق واختاروا الأطفال للاشتراك في هذا النشاط. ولفتت بستاني بتصريح ل"الأناضول"، إلى أن القائمين على الفكرة "قاموا بتعليم الأطفال الفن البدائي للتصوير (الفوتوغرافي)"، مشيرة الى أن الصور التي التقطت بعدسات الأطفال السوريين "عظيمة جدا، تعبر عن حياة هؤلاء الأطفال وعن معاناتهم ومآسيهم بعد أن فقدوا منازلهم وبلادهم، وحياتهم كلها". ورأت أن الصور المعروضة والتي يصل عددها الى 140 صورة، تم اختيارها من آلاف الصور "تعبر عن مأساة حقيقية يعيشها اللاجئون في لبنان"، مشددة على أن الرسالة "فلنصل الى حل وليعد الطفل الى طفولته ليأخذ حقوقه الأساسية". ويعيش اللاجئون السوريون أوضاعًا معيشية صعبة، في مختلف المناطق اللبنانية، حيث ازدادت أزمتهم مع حلول فصل الشتاء وتساقط الثلوج بكميات غير معهودة منذ حوالي 10 سنوات في بعض المناطق اللبنانية التي تضم مخيمات اللجوء، إضافة للبرد القارس الذي يسيطر على المنطقة. واستقبل لبنان أكثر من 1.1 مليون سوري هربوا من النزاع الدامي الذي تشهده بلادهم منذ منتصف مارس/آذار 2011، بحسب إحصائيات للأمم المتحدة.