أعلنت قبائل الطوارق في ليبيا، اليوم الأربعاء، عن وقف إطلاق النار من جانبهم في جميع المحاور في بلدة أوباري، جنوبي البلاد، والتي تشهد اشتباكات قبلية منذ 3 أشهر بين قبائل التبو والطوارق. جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن قبائل الطوارق، بعد اجتماعهم صباح اليوم، في بلدة أوباري، وحصلت الأناضول على نسخة مه. وأضاف البيان، أن "طوارق ليبيا تعلن تأييدها الحوار الوطني الليبي- الليبي، الذي تشرف عليه بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، ودعوا كل الأطراف إلى ضرورة إنجاح وإجرء الحوار داخل الأرضي الليبية، دعماً للتوافق وتقريب وجهات النظر السياسية". وفي تصريحات لوكالة الأناضول، قال احمد ماتكو نينو، أحد مشائخ الطوارق، إن "وقف إطلاق النار جاء استجابة لما دعت إليه منظمة الأممالمتحدة والراعية لحوار جنيف، وسيبدأ وقف إطلاق النار فعلياً من تاريخ الإعلان (عصر اليوم) ، وأطالب إخوتنا التبو بأن يحذو حذو الطوارق". وأضاف نينو أن "ما يجري في ليبيا بحاجة الي حوار جدي منبثق عن كامل الاطراف المتنازعة حالياً علي الساحة الليبية وذلك بالتزامها بشروط الحوار من قبل البعثة الدولية". وتدور اشتباكات بين قبائل التبو والطوارق في مدينة أوباري منذ نحو 3 أشهر، سقط فيها عدد من القتلى والجرحى، ويعود أصل هذه الاشتباكات إلى مشاجرة بين أفراد أمن من قبائل الطوارق ومواطن من قبائل التبو. والطوارق، أو أمازيغ الصحراء، هم قبائل من الرحّل والمستقرين يعيشون في صحراء الجزائر، ومالي، والنيجر وليبيا وبوركينا فاسو، وهم مسلمون سنة. وأمس الثلاثاء، أعربت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، في بيان، عن قلقها إزاء "ما ورد عن وقوع خروقات لوقف إطلاق النار الذي أعلنته أطراف النزاع بشكل أحادي الجانب في وقت سابق". وناشدت البعثة خلال بيانها كل طرف من الأطراف ب"الإسراع في تعيين ممثل له للتواصل معها بشأن تنفيذ الهدنة والامتثال لها وتعد آلية الاتصال هذه منطلقاً هاماً لمناقشة الطروح المقدمة حول المضي قدما لضمان استمرار وتعزيز وقف إطلاق النار". وانطلقت الخميس الماضي أولى جلسات الحوار المباشر بين الأطراف الليبية التي قبلت التفاوض بمقر الأممالمتحدةبجنيف وذلك ضمن مساعي بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا لحل الأزمة السياسية والأمنية في البلاد والتي تستمر منذ أشهر. ومنذ سبتمبر الماضي تقود الأممالمتحدة، متمثلة في رئيس بعثتها للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، جهودا لحل الأزمة الليبية الأمنية والسياسية في ليبيا، تمثلت في جولة الحوار الأولي التي عقدت بمدينة "غدامس"، فيما أجلت الثانية أكثر من مرة لعدم الاتفاق علي الأطراف المشاركة في الحوار ومكان عقده. وتعاني ليبيا أزمة سياسية، تحولت إلى مواجهة مسلحة متصاعدة في الشهور الأخيرة، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته، الأول معترف به دوليا في طبرق (شرق)، ويتألف من: مجلس النواب، الذي تم حله من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه، إضافة إلى ما يسميه هذا الجناح ب"الجيش الليبي" . أما الجناح الثاني للسلطة، وهو في طرابلس (غرب)، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، فضلا عما يسميه هذا الجناح هو الآخر ب"الجيش الليبي".