كشف المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقدته وزيرة الخارجية الأمريكية ونظيرها المصري أحمد أبو الغيظ عن حجم الفجوة الواسعة في وجهات النظر بين واشنطنوالقاهرة ، حيث انتقدت رايس بشدة سجن الدكتور أيمن نور ، واصفة ذلك بأنه " انتكاسة كبيرة لعملية الإصلاح" ، وحثت الحكومة المصرية علي وضع نهاية لتلك الأزمة ، لكن أبو الغيط رد على انتقادات الوزيرة الأمريكية مؤكدا أن نور لجأ إلي محكمة النقض وان النظام القضائي المصري سيحسم قضيته . وقالت رايس إن واشنطن تؤمن بأن مصر قادرة علي قيادة المنطقة نحو الإصلاح ولابد من أن تقود مصر المنطقة نحو الإصلاح الاقتصادي والسياسي ولأجل ذلك رأت واشنطن الوقت غير مناسب لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع مصر أو التفاوض حولها . من جانبه ، قال وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط أن مصر لا توافق علي وجود قوي نووية في المنطقة أو أسلحة دمار شامل وتدعو لعالمية منع الانتشار النووي . ورفض أبو الغيط استخدام القوة ضد إيران ، قائلا إننا ندعم الجهد السلمي الدبلوماسي المستمر لحل المشكلة . ورفض الوزير المصري مبدأ استخدام القوة ضد إيران أو المشاركة في حصارها مشيرا إلي أن مصر تنتظر تقرير محمد البرادعي ، معترفا بوجود خلاف بين القاهرةوواشنطن في هذه الجزئية . وبالنسبة للنظرة إلي حركة حماس ، قال أبو الغيط إن مصر دعت واشنطن الصبر علي حماس ومنحها فرصه لتشكيل حكومتها ولتعمل قبل أن يتم محاصرتها . ولم يتطرق الجانبان المصري والأمريكي لقضية إرسال قوات إلي العراق . من ناحية أخرى ، من المفترض أن تكون رايس قد التقت مساء أمس مع عدد من قادة بالمجتمع المدني المصري وأبرزهم الدكتور سعد الدين إبراهيم والدكتور محمد سيد سعيد والدكتور حسام بدراوي والدكتورة هاله مصطفي وآخرين لكي تستمع لوجهة نظرهم حول تطورات الإصلاح في مصر . في سياق متصل ، علمت "المصريون " من مصادر مطلعة أن الحكومة المصرية اشترطت للإفراج عن الدكتور أيمن نور الرئيس السابق لحزب الغد المعارض أن تعيد الإدارة الأمريكية النظر في قرارها تجميد المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس الذي وصلت القاهرة أمس الثلاثاء قد طلبت بشكل رسمي من مصر وقف تقديم أي دعم سياسي أو مادي لحركة حماس حتى تعلن اعترافها بإسرائيل وتلقي سلاحها وتلتزم بجميع الاتفاقات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل . وأشارت المصادر إلى أن القاهرة سوف تتعامل بحزم مع مطالب رايس فيما يتعلق بملفات الإصلاح الديمقراطي وقرار تأجيل الانتخابات المحلية لمدة عامين ، كما أن المسئولين المصريين أكدوا للوزيرة الأمريكية ضرورة دعم حركة حماس لإنجاح حكومتها لأن هذا سيدعم الاستقرار ويساعد على استمرار عملية التهدئة ، وطالبوا واشنطن بإعادة النظر في قرارها وقف المساعدات عن الفلسطينيين . وقالت رايس الأسبوع الماضي إن مصر والسعودية ودولا عربية أخرى يجب أن تدفع حماس نحو الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود والتخلي عن مبدأ الكفاح المسلح. لكن حماس رفضت مثل هذه المطالب قائلة إن الشعب الفلسطيني انتخبها على أساس برنامج يرفض الاتفاقات السابقة مع إسرائيل. لكن الرئيس مبارك شدد في تصريحات للتلفزيون الإسرائيلي على أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل ينبغي أن تتيحا لحماس فسحة من الوقت لتعديل مواقفها السياسية ، معتبرا أن حماس قد تكون هي الأقدر على التوصل إلى تسوية سلمية مع إسرائيل. وبالنسبة لإيران وبالرغم من تصويت مصر ضد إيران في مجلس محافظتي الوكالة الدولية للطاقة النووية بإحالة ملف إيران لمجلس الأمن ، إلا أن وجهة النظر المصرية في هذه المسألة أكدت على خطورة إقدام أمريكا على توجيه أي ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية أو العسكرية الإيرانية الأخرى ، حيث إن هذا سيعمل على زعزعة استقرار المنطقة وإشعال حروب إقليمية أخري بين إيران ودول مجاورة لها ، كما سيؤثر سلبا على تدفق إمدادات النفط لأوروبا وأمريكا . وأكدت المصادر أن كوندليزا رايس لن تحقق في مصر ما كانت تأمله . ومن المقرر أن تتلقي رايس صباح اليوم مع الرئيس حسني مبارك بعد أن التقت أمس الدكتور أحمد نظيف ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات ، قبل أن تتوجه إلى الرياض في إطار جولة لها بالمنطقة تستمر 5 أيام ، تشمل كذلك دولة الأمارات العربية .