قالت الإذاعة الأفريقية العامة، الأكثر استماعا في بوروندي ومحسوبة على المعارضة، إنّ الجنرال "أدولف نشيميريمانا"، رئيس وحدة التوثيق الوطني في الشرطة الرئاسية، قد يكون "متورّطا" في اغتيال الراهبات الإيطاليات الثلاث شمالي العاصمة بوجمبورا، في السابع من سبتمبر الماضي. وفي استعراضها للتفاصيل، ذكرت الإذاعة البوروندية أنّ "سيناريو اغتيال تمّ إعداده في حانة مطعم تعود ملكيته للجنرال (أدولف نشيميريمانا)، في وقت كان فيه يشرف على وحدة التوثيق الوطني التابعة للشرطة الرئاسية". وأضاف المصدر نفسه أن نشيميريمانا، "يعتبر أحد أعمدة نظام الرئيس (بيير نكورونزيزا)، واستقبل شخصيا، الكوماندوس المكلّف باغتيال الراهبات الإيطاليات الثلاث". وكدليل على فحوى الخبر الذي أذاعته، قدّمت الإذاعة تسجيلا لرجل قالت إنّه هو "القائد المعني بالاغتيال"، دون أن تسميه، أعرب فيه الأخير عن "خوفه على حياته، وهو ما يدفعه إلى الاختباء"، مضيفة أنّ "الفريق الذي نفّذ العملية صحبة هذا القائد قد يكون حصل على مبلغ 50 ألف يورو". وتعدّ "الإذاعة الافريقية العامة" المحطّة الأكثر استماعا في البلاد، ومن وسائل الإعلام السمعية المحسوبة على المعارضة البوروندية. كانت الحكومة البوروندية أكّدت، في السابع من سبتمبر الماضي، في بيان رسمي، مقتل 3 راهبات إيطاليات يتبعن أبرشية "غيدو ماريا كونفورتي" بالعاصمة "بوجمبورا". وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، أدانت وزارة الخارجية الإيطالية مقتل الراهبات، معلنة أنها في انتظار فتح تحقيق من قبل السلطات البوروندية لتحديد ملابسات الجريمة. وبعدها، ألقت الشرطة البوروندية، القبض على من قالت في حينه أنه "قاتل" الراهبات الإيطاليات الثلاث، وكان في حوزته هاتف محمول تعود ملكيته لإحدى الراهبات، إضافة إلى مفتاح إحدى غرف الدير الذي وقعت فيه الجريمة. وعن دوافع ارتكابه لهذه الجريمة، أوضح المتحدث باسم الشرطة البوروندية أنّ السبب يكمن في "الكراهية" التي يكنها المشتبه به ل "البيض" (ذوي البشرة البيضاء).