حذر الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، يوم الخميس، وفدا اقتصاديا بريطانيا برئاسة توبياس الوودزير، وزير الدولة البريطانى لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من "ظاهرة المقاتلين الأجانب"، حسب بيان للرئاسة المصرية. واستقبل السيسي اليوم، بقصر الرئاسة، شرقي القاهرة، وفداً موسعاً من ممثلي كبرى الشركات البريطانية برئاسة الوودزير، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأعمال المصري - البريطاني، وبحضور نجلاء الأهواني وأشرف سالمان وزيريّ التعاون الدولي والاستثمار، وجون كاسن سفير بريطانيابالقاهرة.
وخلال اللقاء، الذي ضم 46 شركة بريطانية تعمل في قطاعات مختلفة، تحدث السيسي "عن الجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب"، مشيرا إلى "التحذيرات العديدة التي سبق أن وجهها من ظاهرة المقاتلين الأجانب المنخرطين في صفوف التنظيمات المتطرفة ومخاطر عودتهم إلى دولهم مرة أخرى"، وفق بيان الرئاسة المصرية الذي تلقت وكالة الأناضول نسخة منه.
وقال السيسي إن "استقرار مصر ونجاحها سيساهم بشكل مباشر في استقرار المنطقة في ضوء دورها المركزي في العالمين العربي والإسلامي".
وأطلع السيسي، حسب البيان الرئاسي، "مجتمع الأعمال البريطاني على حقيقة الأوضاع والتطورات السياسية والاقتصادية التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية"، منوَّهاً إلى "اقتراب مصر من الخطوة الأخيرة لخارطة المستقبل والمتمثلة في الانتخابات البرلمانية والتي تبدأ في مارس (آذار المقبل)".
وطالب الرئيس المصري "الغرب بضرورة تفهم ما يدور في مصر وتقييم الأوضاع من منظور شامل يأخذ في الاعتبار اختلاف ظروفها وطبيعة التحديات التي تواجهها".
ولفت إلى "رفض الشعب المصري للأفكار المتطرفة وخروجه في ثورة 30 من يونيو(حزيران 2013) دفاعاً عن هويته، وإدراكاً لخطورة العبث بالدين واستخدامه كأداة للوصول إلى السلطة"، في إشارة للإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو /تموز2013 المحسوب علي جماعة الإخوان المسلمين، والتي تعتبر ما حدث "انقلابا" ومن وقتها تنظم احتجاجات أسبوعية.
وتطرق اللقاء إلى الآمال المصرية الاقتصادية المتوقعة من بريطانيا خلال الفترة المقبلة، حيث شدد السيسى على "أهمية الدور البريطاني بالنسبة لمصر، حيث تحتل بريطانيا المرتبة الأولى في قائمة الدول الأجنبية المستثمرة"، وفق البيان ذاته.
ودعا "الشركات البريطانية إلى تعزيز استثماراتها في مصر لما لذلك من آثار إيجابية على دفع التنمية الاقتصادية في البلاد، بما يصب في صالح دعم استقرار المنطقة".
وأوضح أن الحكومة المصرية تعكف الآن على اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتوفير مناخ جاذب للاستثمار وتحفيز المستثمرين وذلك قبل إطلاق المؤتمر الاقتصادي الذي ستستضيفه مصر في شهر مارس/آذار المقبل.
ومن جانبه، أعرب توبياس الوودزير، وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن البعثة البريطانية "تعد الأكبر في تاريخ العلاقات بين البلدين، كما تمثل أكبر بعثة اقتصادية بريطانية يتم إيفادها لأي دولة خلال الأعوام الماضية"، حسب البيان الرئاسى .
وجدد المسئول البريطاني تأكيده، حسب البيان ذاته، "على وقوف بلاده بجانب مصر في تحولها الديمقراطي واستقرارها".
وأشار إلى أن "البعثة البريطانية جاءت لتتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر وأنها تعد نقطة انطلاق لمشاركة بريطانية فاعلة في المؤتمر الاقتصادي".
وللعاصمة البريطانية تجربة مريرة مع الإرهاب، ففي يوليو/ تموز 2005، شهدت لندن سلسلة تفجيرات خلفت أكثر من 50 قتيلا ومئات الجرحى، تبناها تنظيم القاعدة، ردا على مشاركة قوات بريطانية في الحرب على أفغانستان عام 2001 وعلى العراق في 2003.
ويتخذ الغرب موقفا قلقا للغاية من المقاتلين الأجانب ، حيث كشف وزير الداخلية الإيطالي انجيلينو ألفانو، الخميس الماضى، عن وجود أكثر من خمسين مقاتل إسلامي في بلاده عائدين من جبهات القتال في سورياوالعراقوأفغانستان.
وقال ألفانو، في تصريحات للتلفزيون الحكومي، "لقد أعددنا قانونا لمكافحة المقاتلين الأجانب، ونحن عازمون على ضرب أولئك الذين يريدون الذهاب للقتال في مسارح الحرب، وليس من يقوم بالتجنيد فقط، كما نود فرض متابعة من قبل الشرطة على هؤلاء الأشخاص حتى على شبكة الإنترنت".
ومنذ أكثر من 4 أشهر، يشن تحالف غربي - عربي بقيادة الولاياتالمتحدة، غارات جوية على مواقع ل"داعش" بالعراقوسوريا، بعد أن أعلن التنظيم في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.
وتشارك لندن في ذلك التحالف، لكن غاراتها الجوية تقتصر على مواقع ل"داعش" في العراق فقط.