يتعرض الإمام البخارى، لهجمة شرسة وقوية فى الوقت الحالى من سياسيين أو إعلاميين أو حتى علماء دين، ووصل البعض إلى سب البخارى والطعن فى صحة أحاديثه ورواياته. ويعد محمد بن إسماعيل البخارى، من أهم علماء الحديث عند أهل السنة والجماعة، وهو صاحب كتاب الجامع الصحيح الذى يعتبر أوثق الكتب الستة الصحاح، والذى أجمع علماء أهل السنة والجماعة على أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم. البداية كانت مع الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، الذى يرى أن هناك مجموعات فى مصر، وفى كل مكان فى الوطن العربى والإسلامى تقريبًا يعبدون البخارى ولا يطيقون كلمة نقدية لكتاب عمره مئات السنين يستند إليه قتلة ومتطرفون، كما كذب عيسى الكثير من أحاديث البخارى فى عدد من حلقاته التليفزيونية ومقالاته. فيما كان للشيخ محمد عبد الله نصر،الشهير بالشيخ ميزو دورًا كبيرًا فى الهجوم على البخارى حيث سخر "ميزو" فى إحدى اللقاءات التليفزيونية من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى ورد فى صحيح البخارى الذى قال فيه: "إذا وقع الذباب فى إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه، فإن فى أحد جناحيه داء، وفى الآخر دواء". كما سب الأحاديث النبوية الصحيحة والتى تضمنها صحيح الإمام البخارى قائلا "صحيح البخارى مسخرة للإسلام والمسلمين، كما أنكر وجود عذاب القبر. ويأتى إسلام البحيري، على رأس المنتقدين والطاعنين فى صحة أحاديث الإمام البخارى ودائمًا ما ينتقد فى برنامجه التليفزيونى صحيح البخاري. وقال الدكتور منصور مندور، الأستاذ بجامعة الأزهر وكبير أئمة بوزارة الأوقاف، إن هناك خطة ممنهجة تدبر ضد الإمام البخارى وصحيح البخاري، من خلال الطعن عليه والتشكيك فى الأحاديث التى رواها، وقد تعرض أيضًا الحابي أبو هريرة والذى أخرج 5374 حديثًاً إلى الطعن. واعتبر أنهم يهدفون من وراء هذا الطعن على الإمام البخارى أو أبو هريرة الطعن على السنة النبوية ومن بعد السنة النبوية يستطيعون بعدها الطعن على القرآن الكريم وفى النهاية هم يريدون القضاء على الدين الإسلامي. وأضاف منصور إلى "المصريون": "الهجوم ليس وليد اليوم فمنذ قديم الأزل وهناك هجوم على ثوابت الدين وهناك حاليًا مجموعة كبيرة تجرأت على الدين، ويحاولون أن يضعوا الدين تحت المجهر وأن يكون قابلاً للرد بالرغم من أن الدين فيه غيبيات أوحى بها الله إلى أنبيائه لا يعلمها إلا الله ورسله، وإنكار مثل هذه القضايا هو إنكار للدين نفسه. وأضاف: "أن الإعلام يعطى الميكروفون لمن يهاجم الدين فقط ونحن خلال المنابر نبرز فضل البخارى والجهود التى قام بها عبر تاريخه والدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وأشار منصور، إلى أن الخطة على الدين الإسلامى وتشويهه تعتمد على جزئين أولاً هو مخطط من المستشرقين الغرب الذين عندما يتكلمون ويطعنون على البخارى لم يسمع لهم أحد، مما جعلهم يجندون أشخاصًا تربوا على موائدهم من أمثال إسلام البحيرى وغيره من الذين يحذون حذوه فى الهجوم غير المبرر على البخارى وأئمة الإسلام، والنقطة الثانية هى سياسية وهى جعل المسلمين فى تشتيت ذهنى وفكرى وعقائدى من خلال إثارة مثل هذه المواضيع. من جانبه قال علاء السعيد، مؤسس ائتلاف الدفاع عن آل البيت والصحب: "إن هناك لوبيًا يهوديًا شيعيًا يحاول هدم أساسيات الدين الإسلامى ويحاول التشكيك فى أساسيات الإسلام والطعن على أئمة العالم الإسلامى ومن بينهم الإمام البخاري. وأشار، إلى أن هناك بعض الشخصيات ظهرت فى ثورة يناير حبًا فى الشهرة ولكنها اختفت بعد فترة من الوقت وظهرت للهجوم على الإخوان فى فترة حكم الإخوان، ثم لم تجد ما تهاجمه حاليًا فأصبحت تهاجم الدين الإسلامى وثوابته من أمثال إسلام البحيرى وميزو وإبراهيم عيسى . وأضاف، "الشيعة واليهود والنصارى والعلمانيين يجتمعون حاليًا على المشروع الإسلامى وليس هنا المقصود بالمشروع الإسلامى المشروع الذى يريده الإخوان أو السلفيون ولكن المشروع الإسلامى الصحيح وهو القرآن والسنة. ولم يستبعد السعيد، تدخل أمريكا فى الهجمة على الدين وثوابته وذلك من خلال تقرير أعده البنتاجون والذى قال فيه إننا نريد إسلامًا معتدلاً لا يكون فيه جهاد ولا يكون فيه الكثير من الثوابت الدينية الأساسية . وإشار، إلى أن معظم الذين ينتقدون الإمام البخارى وصحيحه ينتقدون بناء على كتب شيعية ويعتمد ميزو وعيسى على هذه الكتب فى نقد البخارى . وعن دور الأزهر الشريف للتصدى لهؤلاء قال: "إن الأزهر أصبح مؤسسة سياسية للأسف وبعدت عن المنهج الدينى فلم نجد مثلا دعاوى قضائية ضد البحيرى أو غيره مما يسبون البخارى ليل نهار. وأضاف، أن السبب الحقيقى وراء سب الإمام البخارى والتشكيك فى أحاديثه هو أنهم لا يستطيعون الطعن على القرآن الكريم بصفة مباشرة، مما يجعلهم يطعنون على السنة النبوية متمثلة فى الإمام البخارى وبعد الطعن على الأحاديث النبوية يبدأون بعد ذلك الطعن على القرآن الكريم نفسه.