مع كل عام ميلادي، يثور الجدل في مصر حول جواز مشاركة المسلمين للمسيحيين احتفالاتهم وتهنئتهم بهذه المناسبة، وذلك بين فريقين أحدهما يبيح ذلك، ويحث عليه باعتباره "لايتعارض مع الشريعة الإسلامية"، وآخر يفتي بحرمته، لكونه ليست مناسبة إسلامية. وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، إن "من ينكر الفرح بميلاد سيدنا عيسي عليه السلام فهو مبتدع ومخالف للكتاب والسنة {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} [مريم: 33]". ووجه جمعة، التهنئة إلى الأقباط عبر برنامج "والله أعلم" على فضائية "سي بي سي"، قائلاً: "نهنئ كل أخواتنا المسيحيين بعيد ميلاد سيدنا عيسي عليه السلام". ودلل على ذلك بأحاديث تحض على التواد إلى غير المسلمين، ومنها "ذَبَحَ ابْنُ عُمَرَ شَاةً، فَقَالَ لِقَيِّمِهِ أَوْ لِغُلَامِهِ : هَلْ أَهْدَيْتَ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَاهْدِ لَهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ". كما استشهد بما ورد في القرآن الكريم ومنها قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]. وفي رده على سؤال حول جواز أكل طعام غير المسلمين، أباح المفتي السابق ذلك، مدللا بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [المائدة: 5]