على بعد 16 كلم من مدينة بني سويف، وعلى الطريق الصحراوي الشرقي تقع جبل النور التابعة لمركز ببا، حيث يعيش سعد شمردن عبد اللطيف، الرجل الأربعيني الذي تخلص من بناته الثلاثة بإلقائهن بنهر النيل، وبعد أن تأكد من مفارقتهن الحياة، بعد أن ضاقت به الدنيا وعرضهن للبيع فلم يجد من يشتريهن، ففكر في هذه الحيلة الشيطانية، بعد أن قام بطرد زوجته عبير سيد خضر من البيت في أول يوم شهر رمضان، بعد مشادة كبيرة بينهما. استمعت "المصريون" لشهادة جيران القاتل حول الحادث الغريب، وذهبنا إلى البيت الذي تعيش فيه الأسرة، فوجدناه مغلقا بعد أن تم إلقاء القبض على الأب القاتل، وذهب الطفلان اللذان أسعدهما حظهما وأفلتا من الموت بأعجوبة بعد أن هربا عند الجيران، حتى أنقذهما خالهما. تقول مريم حماد ناصر جارة القاتل "هذا الرجل يعيش بالمنطقة منذ عام وكان دائم التشاجر مع زوجته وأولاده وفى ثاني أيام شهر رمضان فوجئنا بالابنة الكبرى هاجر 12 سنة تدخل علينا وهي مرعوبة في حالة هستيريا وتقول: "أبويا غرّق أخواتى البنات في البحر" وجاى علشان يأخذنا أنا واخويا أيضا". تضيف: "خرجنا إلى الشارع لنرى القاتل في وضع طبيعي حاولنا أن نعرف منه مكان بناته فقال في البداية بعتهم على المعدية ب 80 ألف جنيه. لكن أم عبد الرحمن الجارة الثانية تقول "لم نصدقه، لأنه حسب رواية ابنته الكبرى أنها شاهدته وهو يلقى بهن في النيل واحدة تلو الأخرى فأعدنا عليه السؤال، فقال كنا بنستحمى في النيل وهن بجوارى وفجأة لم أجدهن.. تقريبا أخذهن التيار.. ربنا يعوض علينا وأخذ ابنيه محمد 5 سنوات وهاجر 12 سنة ودخل المنزل، وأغلق الباب على نفسه". وتروي: بعدها سمعنا أنه تم انتشال جثث البنات الثلاثة من النيل بعد 10 أيام. لكن أحمد محمد أحمد عامل (35 سنة) يكشف أصل المأساة، فالأب الجاني – وكما يقول- كان يعمل سائقا وورث 3 أفدنة عن أبيه وكان يعيش بعزبة رشوان غرب النيل، إلا أنه قام ببيع كل هذا على القمار والمخدرات حتى البيت بالعزبة قام ببيعه واشترى قطعة أرض بجبل النور شرق النيل أملاك دولة وأقام عليها هذا البيت الصغير، والذي قام أيضا ببيع نصفه منذ فترة قصيرة لسيدة تملك محل يقالة كان يتعامل معها. وأشار إلى أنه كان يحمل رخصة سائق مهنية لكن لسوء سلوكه وسيرته لم يجد من يطلبه للعمل بعد أن أكلت البانجو والمخدرات عقله. وعن سبب ترك الزوجة للمنزل في رمضان، قال الجيران إن "عبير الزوجة والدها رجل مسن ويعمل منجدا وكان يترك الماكينة وأدوات التنجيد عند ابنته"، إلا أنها وفي أول يوم رمضان دخلت على زوجها فوجدته جاء بتاجر ليشترى ماكينة أبيها وقعت بينهما مشاجرة كبيرة قام على إثرها وبضربها وطردها بالشارع ومنعها من دخول المنزل ورؤية أولادها، فذهبت عند بيت أبيها بكفر ناصر غرب النيل. "المصريون" حاولت لقاء عبير سيد خضر الزوجة وأم الأطفال الثلاثة الضحايا ألا إننا وجدناها قد نقلت إلى أحدى مستشفيات القاهرة بعد إصابتها بانهيار عصبي وتعاني من حالة فقدان للوعي بعد سماع خبر مقتل بناتها. وقد قررت النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق وانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثث.