قال رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، يوم الإثنين، إن بلاده "ترحب" بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أي وقت، مضيفا أن إثيوبيا "لن تلحق أي أضرار بمصر". جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده رئيس الوزراء الإثيوبي في مكتبه بمقر مجلس الوزراء، في العاصمة أديس أبابا، وتحدث فيه عن عدة ملفات أبرزها علاقة بلاده بمصر، وملف جنوب السودان. وردا على سؤال للأناضول حول تقارير عن زيارة مرتقبة للرئيس المصري إلى أديس أبابا، قال ديسالين إن "إثيوبيا تلقت طلبا مصريا بشأن زيارة السيسي"، مضيفا: "مستعدون لاستقبال الرئيس المصري في وطنه الثاني ونرحب به في أي وقت، والأمر الآن متعلق بترتيبات الجانب المصري". ووصف ديسالين العلاقات الإثيوبية المصرية ب"التاريخية والقديمة"، وقال في هذا الإطار: "علاقاتنا بمصر جيدة وهناك تفاهم كبير بين البلدين ووفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي زار مصر (من 16- 20 من الشهر الجاري وضم 70 عضوا) ليؤكد على هذه العلاقات ويعمل على تعزيزها". وخلال استقباله وفد الدبلوماسية الشعبية قبل أيام، أبدى الرئيس المصري، استعداده لزيارة البرلمان الإثيوبي، للتأكيد على أن "مصر تتمنى لإثيوبيا التنمية"، مطالبًا البرلمان الإثيوبي بإصدار قرار يتضمن حق الشعب الإثيوبي في التنمية من جهة، وحق الشعب المصري في مياه النيل وتأمين مصالحه المائية. ولفت ديسالين إن "إثيوبيا تسعى لبناء علاقات يربح منها الكل"، مضيفا إن بلاده "ستعمل مع المؤسسات المصرية من أجل تعزيز هذه العلاقات والدفع بها إلى أفضل المستويات". وأضاف أن "إثيوبيا تؤكد للشعب المصري أنها لن تسمح بإلحاق أية أضرار بمصر"، متابعا: "الكهرباء التي سينتجها سد النهضة يمكن للأخوة في مصر الاستفادة منها، وإثيوبيا مستعدة للتعاون مع الأشقاء في مصر لتصبح الكهرباء منفعة متبادلة بيننا". يذكر أن العلاقات الإثيوبية المصرية شهدت توترا على فترات متقطعة، إثر إعلان أديس أبابا بناء سد النهضة على مجرى النيل، ما أثار مخاوف مصرية من تأثيره على حصتها السنوية من المياه البالغة 55.5 مليار متر مكعب، ومع وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحكم في يونيو/ حزيران الماضي، بدأت العلاقات في التحسن مع محاولة الطرفين حل الخلاف في إطار ثنائي. وحول الوضع في جنوب السودان، قال ديسالين إن "السلام يحتاج إلى صبر والمفاوضات ستعمل على تحقيقه ويجب علينا أن نكون متفائلين". وأضاف أن بلاده "ستواصل جهودها لدفع طرفي الصراع للتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة في جنوب السودان"، كاشفا عن استعدادات "تجري الآن لعقد قمة لرؤساء (الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا) إيغاد لبحث الوضع في جنوب السودان"، دون أن يذكر تفاصيل أخرى. وتشهد جنوب السودان، صراعا دمويا على السلطة، منذ ديسمبر/ كانون أول الماضي، ولم تفلح مفاوضات أطلقت في يناير/ كانون ثاني، بأديس أبابا، في التوصل إلى اتفاق بين فرقاء البلاد، ينهي الصراع.