بينما يشرف عام 2014 الذي لم يكن هادئًا على كل الأحوال على نهايته، أجرى معهد كارنيجي للسلام استطلاعًا لرأي الخبراء حول أهم أحداث عام 2014، وأي هذه الأحداث أكثر محورية وتأثيرًا في رسم السياسة خلال عام كامل، شمل الاستطلاع عدة أسئلة تتعلق بالصراعات والانتخابات، وأكثر الشخصيات تأثيرًا، وأهم الكتب التي صدرت وبؤر التوتر الحالية والمرشحة، حيث جاءت نتائج الاستطلاع لا تخلو من العديد من الأجوبة المفاجئة والمثيرة. 1- أي الأزمات في العالم مرشح للاستمرار على المدى الطويل؟ يتعلق السؤال بأهم الأزمات التي تفجرت خلال العام الحالي والمشرحة للاستمرار لفترة أطول خلال العام القادم، وجاءت الأزمة في سوريا والعراق وظهور تنظيم داعش على رأس هذه الأزمات بنسبة بلغت 47%، تلتها الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على العلاقات بين روسيا والغرب بنسبة 27%، بينما حصل كل من وباء الإيبولا والأزمة في قطاع غزة على نسبة بلغت 4% بحسب ما ذكر موقع ساسة بوست. 2- ما هي أكثر الأزمات أهمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ تعد منطقة الشرق الأوسط بؤرة كبيرة من الأزمات التي تفاوتت أهميتها بالنسبة للباحثين، جاء في صدارتها تنظيم الدولة الإسلامية الذي حصل على نسبة بلغت 63%، تلته الحرب في سوريا بين نظام الرئيس بشار الأسد وبين معارضيه بنسبة 29%، بينما جاء النزاع القائم في مصر بين السلطة العسكرية ومعارضيها على رأس الأولوية عند 6% فقط من الباحثين. 3- ما هي أهم الاستحقاقات الانتخابية خلال العام؟ شهد هذا العام عدة استحقاقات انتخابية حول العالم تباينت أهميتها وفقًا لنظر الخبراء، أدنى هذه الاستحقاقات أهمية كانت الانتخابات في كل من مصر والعراق وإندونيسيا بنسبة لم تتعد 2% لكل منها، ربما لافتقادها إلى الجدية أو المنافسة أو أنها لم تحمل جديدًا يذكر، أما أعلاها أهمية (33%) فكانت الانتخابات الهندية ربما بسبب المفاجأة المدوية بفوز حزب الشعب الهندي وحلفائه بالأغلبية المطلقة لمقاعد البرلمان على حساب حزب المؤتمر الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 3 عقود. 4- ما هي أكثر الشخصيات العالمية تأثيرًا على مستوى السياسات الخارجية؟ تصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القائمة بنسبة بلغت 54%، تلاه أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية بنسبة 17%، ثم الرئيس الصيني “شي جين بينغ” بنسبة 15%، وأخيرًا الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بواقع 4% لكل منهما. وفي محاولة للتنبؤ بالمستقبل، أجرى المركز استطلاعًا آخر حول القادة المتوقع أن يكونوا الأكثر تأثيرًا خلال العام القادم، حيث تقدم الرئيس الصيني إلى المرتبة الأولى بنسبة 40%، وتراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المرتبة الثانية بنسبة 26%، وجاء أوباما ثالثًا ب 16%، ثم الرئيس الإيراني حسن روحاني بنسبة 5- ما هي المشكلات الأكثر تهديدًا للأمن العالمي؟ جاءت نتائج هذا الاستطلاع مفاجئة إلى حد كبير، حيث اعتبر 8% فقط من المشاركين أن الإرهاب هو المشكلة الأكثر تهديدًا للأمن العالمي، بينما تصدرت مشكلة ضعف الحوكمة القائمة بنسبة 33% ، وحصلت المنافسات الإقليمية على نسبة 14%، والتغيرات المناخية على نسبة 17% ومشكلة التمييز “عدم المساواة” على 17% أيضًا. شمل الاستطلاع عدة أحداث ومؤشرات أخرى منها على سبيل المثال الكتب الأكثر تأثيرًا خلال العام حيث تصدر كتاب النظام السياسي والتفسخ السياسي “Political order and political decay” للمفكر فرانسيس فوكوياما القائمة، تلاه كتاب النظام العالمي “World order” لهنري كسنجر، ثم كتاب عصر الطموح “Age of ambition” لإيفان أوسنون، وأخيرًا كتاب رأس المال في القرن الحادي والعشرين “Capital In twenty first century” لتوماس بيكتي. يعتقد 53% من المشاركين في الاستطلاع أن العام القادم سيشهد صعودًا سياسيًّا للصين، بينما تعتقد النسبة ذاتها أن العام سيشهد تراجعًا سياسيًّا للولايات المتحدة. ويعتقد 75% من المشاركين أن الشرق الأوسط سيظل هو البؤرة الأكثر سخونة في العالم، بينما يعتقد 18% أن السخونة سوف تنتقل إلى آسيا ومنطقة الباسك الباسفيك، في حين يعتقد 8% أن بؤرة الأزمات سوف تنتقل إلى أوروبا وخصوصًا روسيا وتركيا. وحول المشكلات الأكثر عرضة للانفجار خلال العام القادم، توقع “مايكل بيتيس” أن يشهد العام المقبل تصاعدًا للتوترات الجيوسياسية بين دول شرق وجنوب شرق آسيا، بينما توقع “أولريتش سبيك” أن تتصاعد التوترات السياسية بين روسيا وجيرانها، في حين مال “توماس دي وال” إلى ظهور مشكلة جديدة غير متوقعة أسوة بالأزمات الثلاثة الأبرز في هذا العام، وهي: تنظيم الدولة الإسلامية، ووباء الإيبولا، والأزمة حول أوكرانيا، والتي فشل الخبراء في التنبؤ بتفجرها، وكانت مفاجأة لهم خلال هذا العام