شومان: حملة مغرضة ولا نرد على الصغار.. أبوكريشة: الأزهر باقٍ ولو كره الكارهون.. ومخيون: الهجوم يصب في صالح أعداء الوطن
هجمة شرسة يتعرض لها الأزهر في الآونة الأخيرة تخوضها بعض الوجوه الإعلامية، تأخذ أشكالاً مختلفة، وتتعدد مصادرها، إلا أن هدفها يتوحد في النهاية في محاولة "تدمير" الأزهر، وهدم المؤسسة الإسلامية، الأكبر في العالم، بحسب علماء أزهريين، عبر زعزعة ثقة المصريين فيها، ووصمها بالإرهاب والتطرف، بهدف إضعاف دورها في أوساط المصريين والعالم الإسلامي، كمنبر وسطي، يفد إليه الطلاب من جميع أنحاء العالم. كانت الفتوى التي أصدرها الأزهر برفضه تكفير تنظيم "داعش"، لأنه "لا يمكن تكفير مسلم مهما بلغت ذنوبه"، هي الذريعة التي تحجج بها المهاجمون والمتطاولون على الأزهر، واتهام شيوخ الأزهر بأنهم داعمون للإرهاب ولجماعة "الإخوان المسلمين". وأخذ بعض الإعلاميين ينقب في "الأرشيف" باحثًا عن فيديوهات خاصة بالدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، والشيخ حسن الشافعي، مستشار الأزهر، والدكتور محمد عمارة، رئيس تحرير مجلة "الأزهر"، ليؤكد من خلالها أنهم منتمون لجماعة "الإخوان المسلمين" فكريًا، ويعتبرون أن ما حدث في 30يونيو هو "انقلاب وليس ثورة". ووصل الهجوم على الأزهر إلى الطعن في المناهج التي تدرس بأنها تهدد المجتمع وتتحدث عن كيفية أكل لحوم البشر، كما ذكر أحد الإعلاميين، زاعمًا أن مناهج الأزهر تتحدث عن كيفية طهي لحوم الميت للمضطر، وإذا قتل الكافر مسلمًا لا يمكن أن يأكله لأن جسده محرم، وأن هذا سر تخلفنا. وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن "الحملة التي تتعرض لها مؤسسة الأزهر الشريف مغرضة، ونحن أكبر من النزول إلى مثل من يقودون هذه الحملة"، مؤكدًا أن "هؤلاء لايرضيهم مواقف الأزهر الوطنية وحركته على الأرض فى نشر الدين الإسلامى الوسطى فى مشارق الأرض ومغاربها، فالأزهر كيان إسلامي عالمي يحظى باحترام وتقدير كل بلاد العالم". وتساءل شومان: "من هم هؤلاء الذين يدعون على الأزهر وعلمائه الأجلاء كذبًا وافتراء؟ موضحًا أن "الأزهر يعمل ليل نهار فى الداخل والخارج لخدمة الجميع ويسعى إلى نشر العلم والدين في شتى بقاع الأرض". وأوضح شومان، أن "الأزهر يتعرض لهجمة منظمة من قِبل بعض الإعلاميين لم يسلم منها حتى الشيخ أحمد الطيب نفسه"، مشيرًا إلى أنه لو كان الأزهر يخشى شيئًا لحكم بكفر أعضاء "داعش"، ولكنه طوال تاريخه لم ولن يكفر أحدًا. وأضاف وكيل الأزهر، أن لهذه المؤسسة دورًا كبيرًا فى حل النزاعات فى أسوان وسوهاج وتم حقن دماء المئات من المواطنين نتيجة حل مثل هذه النزاعات، وأشار إلى أن هذا الدور لم يقتصر فقط على داخل مصر، بل دعا رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، الأزهر للتدخل لحل المشاكل التي يتعرض لها المسلمون في بلادها، وتأكيدها لشيخ الأزهر أن المشكلة اجتماعية وليست دينية وهو ما رحب به الأزهر على الفور. وقال شومان إن "هناك قوى تريد للأزهر أن ينكمش دوره وينعزل عن قضايا الوطن"، مضيفًا أن "المؤتمر الحاشد الذي نظمه الأزهر مؤخرًا لمواجهة الإرهاب جاء حضره معظم علماء العالم، تقديرًا لمكانة الأزهر وعظمته ودوره الوسطى فى خدمة الدين الإسلامي، ولو أن أى مؤسسة أخرى دعت لمثل هذا المؤتمر لا يمكن أن يستجيب لها هذا الكم من العلماء للمشاركة في هذا المؤتمر". وشدد على أن الأزهر سيواصل دوره بكل قوة ولن ينتبه لمثل هذه الأمور والتي تصدر ممن يحقدون على دور الأزهر الوطني. من جانبه، قال الدكتور طه أبو كريشة، نائب رئيس جامعة الأزهر سابقًا، إن "الأزهر يتعرض لهجمة شرسة من أعداء الدين، لأن هؤلاء لا يريدون أن يكون للدين الإسلامى دور فى المجتمع، وأن يكون مستباحًا أمام العلمانية والملحدين". وشدد على أن "الأزهر سيبقى كالجبل الراسخ أمام كل الهجمات التى يتعرض لها"، موجهًا حديثه لمن يخوضون فى مكانة الأزهر، قائلًا: "الأزهر باقٍ رغم حقدكم ولن يركع أبدًا كل موتوا بغيظكم". وأضاف كريشة أن "الأزهر الشريف محفوظ بأمر الله الذي تعهد بحفظ القرآن الكريم ليوم الدين، فى قوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، موضحًا أن "القرآن الكريم يدرس عبر علماء الأزهر الشريف وأساتذته، وسيستمر فى نشر دعوته الوسطية لو كره الكارهون، فدائمًا الحق هو المنتصر ومهما بالغ هؤلاء المضللون فى تشويه صورة الأزهر لن يستطيعوا، فقد ظل الأزهر أكثر من ألف عام يواجه مثل هذه المعارك ودائمًا كان الانتصار لمؤسسة الأزهر". وقال الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، إن الهجمة التى يتعرض لها الأزهر الآن ليست فى صالح مصر أو المصريين، بل تزيد حالة الانشقاق فى المجتمع المصرى، وتضعف مؤسسات الدولة، وتصب فى مصلحة أعداء الوطن، مشيرًا إلى أن قوة الدولة فى قوة مؤسساتها وعلى رأسها مؤسسة الأزهر الشريف، لما لها من تاريخ طويل فى الحفاظ على استقرار مصر، والحفاظ على هويتها، والدفاع عن ثوابت المصريين. وأضاف مخيون أن "مؤسسة الأزهر، الحاضنة التى تحتضن جميع المصريين، خاصة عند اختلافهم، لما تتمتع به من مكانة كبيرة فى قلوب المصريين وثقة عالية عندهم". وأوضح أن "كل مصري مخلص للبلد، يجب أن يسعى إلى تقوية مكانة الأزهر، وعودته إلى مكانته لقيادة الشعب المصرى إلى الإسلام الوسطي، خاصة فى هذه القترة التى تتعرض لها مصر، من أفكار تكفيرية ومنحرفة". وأكد مخيون أن الهجوم على الأزهر بهذه الطريقة ليس في صالح الوطن ولاالمصريين، وأشار إلى أن حزب "النور" يسعى دائمًا إلى عودة الأزهر لمكانته فى العالم العربي والإسلامي. ودعا الدكتور شعبان عبدالعليم، عضو المجلس الرئاسى لحزب "النور"، القوى الوطنية والإسلامية إلى الوقوف بجانب الأزهر ضد حربه على الإرهاب ومجابهة الجماعات المتطرفة، لافتًا إلى أن الهجوم عليه يساهم فى انتشار الآراء المتطرفة ويكرس النزعات التكفيرية، واصفًا الهجوم بأنه قنبلة موقوتة تهدد قوى الاعتدال.