مثّل ترحيب كل الأطراف ذات الصلة بالمصالحة المصرية القطرية، باللقاء الذي جمع الرئيس عبدالفتاح السيسي بمساعد وزير الخارجية القطري، مبعوث أمير دولة قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثان، بواسطة السعودية، بادرة جديدة لإمكانية إتمام المصالحة بين البلدين. وتوقع خبراء سياسيون، عقد قمة مرتقبة بين الرئيس عبد الفتاح السيسى وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد فى الرياض، لإتمام ملف المصالحة، قائلين إن هذا اللقاء من شأنه أن يساعد فى إزالة الجليد بين البلدين. وأشاروا إلى أن إتمام المصالحة سيتوقف على مدى وجود رغبة حقيقية لدى قطر للتخلى عن "الإخوان المسلمين". وقال الدكتور يسرى العزباوى، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" ل "المصريون"، إن عقد لقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد فى الرياض من شأنه أن يساعد فى إزالة الجليد بين مصر وقطر. وشدد على أن "المملكة العربية السعودية جادة فى هذا الأمر وتبذل قصارى جهدها لإتمام هذه المصالحة وتحاول إقناع قطر بعدم التغريد خارج سرب الخليج بشكل خاص والعربى بشكل عام وذلك لمواجهة المخاطر التى تهدد المنطقة فى هذه الأثناء من ظهور تنظيمات مثل "داعش" وتهديدها للأمن العربى". وأضاف العزباوى، أن "مصر جادة بالفعل فى المصالحة مع قطر وتسعى دائمًا للم الشمل لإعادة دورها الإقليمى مؤكدًا أنه على الجانب القطرى وقف الرسالة الإعلامية المعادية لمصر والتراجع عن دعم جماعة الإخوان المسلمين وتسليم المطلوبين إذا كانت هناك نية جادة للمصالحة". وأكد أن الإعلام المصرى سيلتزم بوقف مهاجمته لقطر أيضًا من أجل إعادة العلاقات بين البلدين. وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، توقعت اليوم الأحد عن مصادر لم تسمها عقد لقاء مرتقب بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد فى الرياض تحت رعاية العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز لإنهاء الخلاف بين القاهرة والدوحة. وأشارت المصادر، إلى أن اللقاء سيناقش الملفات العالقة بين البلدين، ومن أهمها موقف قطر من ثورة 30 يونيو المصرية ودعم جماعة الإخوان المسلمين بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. وقال الدكتور سعيد اللاوندى خبير العلاقات الدولية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام": "إن الكلام الإيجابى الذى جاء فى البيان القطرى سيتم اختباره خلال الأيام القادمة". وأضاف، أن "مصر تثق فى جهود المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين للوصول إلى التضامن العربى بين جميع الدول إلا أن ذلك يتطلب أن تقبل قطر على مجموعة من الإجراءات التى تضمن استمرار المصالحة وعدم عودتها إلى نقطة الصفر". وباركت السعودية أمس خطوات توطيد العلاقات بين القاهرة والدوحة، بعد استقبال السيسى لكل من خالد بن عبد العزيز التويجرى المبعوث الخاص للعاهل السعودى رئيس الديوان الملكى السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثان المبعوث الخاص للشيخ تميم. ورحبت قطر بمبادرة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، لتوطيد علاقاتها مع مصر، فى بيان أكدت فيه وقوفها التام إلى جانب مصر وأمنها. وجاء فى البيان القطرى: "ترحب دولة قطر بالبيان الصادر عن الديوان الملكى فى المملكة العربية السعودية الشقيقة وإذ تؤكد استجابتها لما جاء فيه، مثمنة الجهود المخلصة لخادم الحرمين الشريفين، مؤكدة أن وقوفها التام إلى جانب جمهورية مصر العربية الشقيقة، كما كانت دائمًا، فأمن مصر من أمن قطر التى تربطها بها أعمق الأواصر وأمتن الروابط الأخوية، وقوة مصر قوة للعرب كافة. ورحب عفت السادات رئيس حزب السادات الديمقراطي، بإتمام المصالحة المصرية القطرية، التى تمت برعاية سعودية، مشيدًا بدور العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز، وحرصه على إتمام المصالحة. وأكد السادات، ضرورة أن تتخلى قطر عن شن حملات إعلامية ضد مصر وعن دعمها للإرهاب وعن التدخل فى شئون مصر الداخلية، مؤكدًا أهمية توقيع اتفاق مُلزم بين حكومة البلدين لتسليم المطلوبين أمنيًا بين البلدين. وتوقع السادات، أن يتم عقد لقاء قمة فى القريب بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والأمير تميم بن حمد آل ثان، واصفًا المصالحة بين البلدين ب"الخطوة على الطريق الصحيح، فى حال أن تم تفعيلها وإزالة كل أسباب الخلاف". ورحب المستشار قدرى الشاذلى رئيس حزب النصر الديمقراطى، وعضو المجلس الرئاسى لائتلاف "تحيا مصر"، باللقاء الذى عقده الرئيس عبد الفتاح السيسى بالمبعوث الخاص لأمير دولة قطر، والتى هدفت لإذابة الخلافات بين البلدين، التى بدأت عقب ثورة 30 يونيو. وأضاف، أن المصالحة جاءت تتويجًا لجهود الملك عبد الله بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، والتى أطلقتها القمة الخليجية الماضية لتحقيق المصالحة بين البلدين.