في لقاء ودي دام ساعات بمقر رئاسة الجمهورية، التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أمس السبت، مجموعة كبيرة وصلت ل 25 من المثقفين والأدباء ومفكري مصر من بينهم الكاتب الصحفي محمد سلماوي، والكاتب الروائي يوسف القعيد، والكاتب والسيناريست وحيد حامد، وذلك في إطار إثراء الحوار المجتمعي والاستماع إلى رؤى النخبة المثقفة المصرية التي تشارك في قيادة مسيرة الفكر والتنوير في مصر. فيما كشف المثقفون عدد 10 نقاط هامة تطرق لها الحديث خلال هذا اللقاء الثري الذي جمعهم بالرئيس السيسي خلال 4 ساعات منها "مشاكل الإرهاب والأمن، ومشروع قناة السويس، ومستقبل الثقافة في مصر، والكهرباء، والتعليم، والصحة والفن". وشهد اللقاء عددًا من المقترحات من بينها إطلاق مشروع قومي للترجمة، يقوم بترجمة أعلام الكتب العالمية في مختلف مجالات الفنون والعلوم، فضلًا عن إيلاء مزيد من الاهتمام بحماية الآثار المصرية والتراث، وتفعيل دور قصور الثقافة وإعادة افتتاح دور العرض السينمائي بها مرة أخرى، فضلًا عن أهمية تفعيل دور الدولة في الإنتاج السينمائي والدراما التليفزيونية من خلال أعمال متوازنة تعرض لقضايا المجتمع المصري وتساهم في نشر التثقيف والإمتاع في الوقت ذاته، مؤكدين دور الفن ولاسيما السينما في نشر الثقافة المصرية بين الدول العربية. ومن جانبه، قال وحيد حامد، الكاتب والسيناريست، إن اللقاء كان في غاية الأهمية وأجاب فيه الرئيس عن كل التساؤلات التي تم طرحها خلال الأسابيع الماضية. وأشار حامد إلى أن دعوة السيد الرئيس في خلال اجتماعه بالمفكرين والأدباء بعودة الفن المصري والإعلام إلى مرحلة الريادة غير المسبوقة وعودة الأعمال الجادة التي كان لها تأثير بالغ على الشعب والأمة العربية والدولة لن تبخل بأي مال على أي مشروع للنهوض بالثقافة في مصر. وأضاف حامد في تصريحات صحفية، أن من أكثر التساؤلات التي تم طرحها على الرئيس من قبل الحضور كان تولى القوات المسلحة لأعمال مدنية كثيرة، حيث أكد السيسى أن الجيش يشرف فقط على هذه المشروعات لثقة الشركات في القوات المسلحة ولكن من يقوم بكل تلك المشروعات هي شركات مدنية ومنها الشركات العاملة في مشروع قناة السويس، مشيرًا إلى أن هناك مليون عامل مدني يشارك بالمشروع. وأوضح حامد، أن لقاء الرئيس كان غنيًا جدًا بكل ما طرح من قضايا وطنية سواء على المستوى الاجتماعي أو السياسي أو الأمني، وكان اجتماعًا شاملًا، جميع مشاكل مصر طرحت في هذا الاجتماع بوعي شديد جدا من المفكرين وبحرية كاملة والرئيس كان مرحبًا بذلك. وأشار الكاتب الكبير إلى أن هناك إجماعًا محسوسًا لدى الشعب المصري أن المثقفين والكتاب والمبدعين كتيبة متقدمة جدًا ضد الإرهاب والفكر المتطرف وأصحاب الأفكار الظلامية هم الذين يحاربون الإبداع والرئيس يعلم أن لهم دورًا قويًا جدًا بجانب الدور الأمني. فيما أكد يوسف القعيد، الكاتب والروائي، أن الانطباع الذي خرج به عقب لقائه مع الرئيس السيسى كان إيجابيًا، مضيفًا أن الاجتماع تطرق لكل أزمة تمر بها مصر. وأكد القعيد، أنه رغم استمرار الاجتماع ل4 ساعات إلا أن السيسي كان مستمعًا جيدًا ولديه ثقة في حل تلك الأزمات، مشيرًا إلى أن جميع المثقفين تحدثوا بكل حرية مع الرئيس، قائلًا: "لم نكتف في التحدث في الثقافة فقط وتناقشنا أزمة الإرهاب والكهرباء والتعليم وقناة السويس والصحة". وفي سياق متصل، قال محمد ،سلماوي الكاتب الصحفي، إن الكتاب والمفكرين كانوا يشتكون منذ سنوات من الانفصال بين السياسة والثقافة، أما حاليا أصبح لدينا رئيس يهتم بالثقافة وكان يستمع ويناقش ويقوم بالإجابة على الأسئلة كلها وهذا ليس جديدًا على الرئيس السيسى لأنه عندما كان وزيرًا للدفاع كان أيضا يتناقش معنا نفس الصدق الذي لمسناه فيه منذ عامين نفسه اليوم وجدناه". وأضاف سلماوي، أن بعض ما تم طرحه أن يتم أخذ إجراءات استثنائية في بعض الأمور كان الرئيس يرفض لأنه يرى الاهتمام بالقانون، ولا يمكن زعزعة القانون لأنه يؤدى بحدوث خلل في النظام، وهو رجل واثق بقناعاته وثوابته. وتابع الكاتب الصحفي، أنه يشعر أن السيسى رجل له رؤية ومثقف بطبيعته واع بتاريخ بلده وبنقاط القوة به، فهو رجل واع بأهمية الثقافة لأنه من خلالها يتم استعادة مجد مصر أيضا وهو رجل لا يتأثر بعملية "الزن على الودان" وما شابه.