اعتبر خبير مصري في العلاقات الدولية، أن زيارة مبعوث أمير قطر للقاهرة يوم السبت، هي بداية تشكيل حلف هادئ يضم إلى جانب مصر وقطر السعودية والإمارات والأردن والبحرين يستهدف إعادة الاستقرار إلى المنطقة. وفي تصريحات عبر الهاتف لوكالة الأناضول، أوضح مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية (غير حكومي)، أن دور هذا الحلف المتوقع سيكون "العمل على استقرار المنطقة وتفعيل الجوانب الاقتصادية بين أطرافه، وتماسك المنطقة". وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، استقبل مساء اليوم السبت، بمقر الرئاسة، بالقاهرة ، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى مبعوث أمير قطر تميم بن حمد آل الثاني، لأول مرة منذ توليه الحكم في يونيو/ حزيران الماضي ، وذلك في حضور رئيس الديوان الملكي السعودي "خالد بن عبد العزيز التويجري"، المبعوث الخاص للعاهل السعودي. وأشار غباشي أن لقاءات سابقة ضمت مصر والسعودية والإمارات بخلاف الأردنوقطر، كانت تمهيدا للعمل في سياق مشترك، والدفع باتجاه تهدئة الأجواء واستعادة الاستقرار في المنطقة. وأوضح أن زيارة مبعوث أمير قطر للقاهرة لم تكن وليدة اللحظة ولكن بدأ الإعداد لها منذ أغسطس (آب) الماضي. وأردف أن طي صفحة الخلافات مع قطر بدأت في اجتماع بين السعودية وقطر والجانب المصري خلال انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية للدول العربية الأعضاء في مجموعة الاتصال الدولية المعنية بالشأن السوري، أغسطس/آب الماضي. وفي 24 أغسطس/ آب ترأس الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بجدة، اجتماع مجموعة الاتصال بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية الامارتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية القطري الدكتور خالد العطية، ومستشار وزير الخارجية بالمملكة الأردنية الهاشمية نواف التل. وبشأن مستقبل العلاقات بين الجانبين المصري والقطري في ضوء تلك الزيارة، مضي غباشي قائلا: أن "إشكاليات مصر وقطر سيتم تسويتها ولن تحكم استراتيجية مصر بحديث صحفي أو مقابلة تليفزيونية"، في إشارة إلي دور قناة الجزيرة القطرية التي تتهم بمهاجمة النظام السياسي المصري. يذكر أن العلاقات بين مصر وقطر تدهورت بعد الإطاحة بمرسي في يوليو/ تموز من العام الماضي، حيث استقبلت الدوحة عددا من قيادات جماعة الإخوان، التي ينتمي لها مرسي، وشخصيات سياسية داعمة لهم، عقب مغادرة مصر إثر الإطاحة بالرئيس الأسبق. وظهرت بوادر إزالة التوتر بين الجانبين عندما أصدره الديوان الملكي السعودي، بيانا في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قال فيه إن قادة السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت، أكدوا في اتفاق الرياض التكميلي، وقوفهم جميعا إلى جانب مصر، وتطلعهم إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء، والتي وصفت حينها بمبادرة العاهل السعودي. أعقب المبادرة تقارير إعلامية، تحدثت عن مساعي خليجية تقودها السعودية لترتيب لقاء مصري قطري لتصفية الأجواء بين الجانبين، وهو ما يبدو أنه تم اليوم، خاصة مع إعلان الديوان الملكي السعودي، مساء اليوم السبت، وفق ما نقله وكالة الأنباء السعودية، بالقول "نبارك الخطوات الجارية التي من شأنها توطيد العلاقات بين مصر وقطر وضمنها زيارة المبعوث الخاص لأمير دولة قطر إلى مصر" .