أبدى عدد من القوى والحركات الثورية نيتهم في مقاطعة الانتخابات البرلمانية نتيجة إصرار النظام على استخدام القبضة الأمنية أو لعدم ثقتهم في نزاهة العملية الانتخابية المزمع بدئها خلال أيام، أو لعدم خلق مساحة للشباب من أجل التفاعل السياسي وصناعة القرار من خلال مقاعد البرلمان. فمن بين تلك الحركات من تنتوي مقاطعة الانتخابات المقبلة اعتراضًا منها على السلطة الحالية ورفضها لها ولتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر، وأخرى ترى أن مقاطعة البرلمان واجبة حال عدم مشاركة الشباب في الحياة السياسية والدفع بهم على رءوس قوائم التحالفات البرلمانية والأحزاب، فتلك الحركات ترى أن الشباب هم الذين قاموا بثورتين وكانوا سببا في وجود تلك الأحزاب والتحالفات، ولهذا وجب عليها إشراك الشباب. ويأتي على رأس الحركات السياسية التي ستقاطع انتخابات البرلمان المقبلة كل من حركة شباب 6 إبريل، و6 إبريل الجبهة الديمقراطية، وجبهة طريق الثورة، وتنظيم الاشتراكيين الثوريين، وشباب من أجل العدالة والحرية، وطلاب الجامعات من تلك الحركات، وبقية الحركات الأخرى المنضمة تحت مظلة جبهة طريق الثورة. فترى تلك الحركات أن نتائج 30 يونيو التي شاركوا فيها لم تكن كما تريد، خاصة وأنها أفرزت عودة الحاكم العسكري، وصياغة دستور غير مرضي، وعودة القبضة الأمنية من جديد، وحبس العديد من أصدقائهم النشطاء بسبب التظاهرات، وتلك الأمور جعلتهم يرفضون النزول للاستفتاء على الدستور، وكذلك الحال سيقاطعون الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأي استفتاء تقوم به الدولة طالما أنه يصدر عن السلطة الحالية. أما الحركات التي تهدد بمقاطعة الانتخابات البرلمانية لاعتراضها على إقصاء الشباب من حسابات الأحزاب والتحالفات فهي الحركات المكونة لتكتل القوى الوطنية ،والتي تضم كلا من اتحاد شباب الثورة، وبعض الأعضاء من جبهة شباب الجمهورية الثالثة، وائتلاف شباب الثورة، وأيضا الجبهة الحرة للتغيير السلمي، بالإضافة إلى شباب مستقلين. وحذر محمد عطية، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية الوطنية، من إقصاء الشباب من التحالفات البرلمانية قائلا: إن هذا الأمر يجبرهم على مقاطعة الانتخابات، مشددا على ضرورة تحمل الأحزاب الإنفاق على شبابها حتى فيما يتعلق بالدعاية الانتخابية الخاصة بالمقاعد الفردي. وشدد على ضرورة خلق مساحة للشباب من أجل التفاعل السياسي وصناعة القرار من خلال كيانات قانونية مشروعة، مشيرًا إلى أن ما يفعله قادة الأحزاب من إقصاء للشباب يضطرهم إلى مقاطعة أي شيء متعلق بالعمل السياسي الصحيح، واللجوء إلى ائتلافات وكيانات سياسية غير قانونية من جانبه وصف شريف الروبي، عضو حركة 6 أبريل الانتخابات البرلمانية المقبلة ب"مسرحية هزلية"، حيث ستعتمد على الأحزاب الرأسمالية وعلى الإسلام السياسي دون تواجد لأي شباب الثورة. وأضاف أن "السيسي" منذ توليه الحكم، لم يحاول إجراء مصالحة مع الشباب، بل تصدى لهم بالقوة، مثله في ذلك مثل كل الأنظمة السابقة.