باسم يوسف: من "مكسب الثورة" إلى "كانوا بيستخدموه".. ومحمود بدر: قائد تمرد إلى مصنع بسكويت لا شيء يبقى على حاله، ومثلما حملت الجماهير شخصيات على الأعناق وحجزت لهم موقعًا بين النجوم طرحتهم أرضاً بعد ذلك، خلال عام 2014 تعرضت عدة شخصيات لحالة الهبوط الحاد في الدورة الجماهيرية، لتنحصر جماهيريتها ثم تتحول إلى هجوم أو انتقادات على أقل تقدير.
باسم يوسف يعد باسم يوسف، الذي قرر وقف برنامجه "البرنامج" في 2 يونيو 2014 على رأس تلك الشخصيات، فبعد أن استطاع تحقيق جماهيرية واسعة خلال عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، واكتساب قطاعات جديدة من رافضي حكم الإخوان بخلاف جمهوره الأساسي منذ ثورة 25 يناير، بدأ يفقد شعبيته تلك، لينتهي العام وهو في موضع انتقاد أو اتهام من محبيه. بعد سقوط نظام مرسي ومع استئناف البرنامج على فضائية أم بي سي مصر بدا باسم في خسارة جزء من جمهوره السابق مع انتقاده للمشير عبد الفتاح السيسي آنذاك إلا أن فصيلاً عريضًا كان سعيداً بتلك الانتقادات معتبرها تتحدث بلسانه، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، وقرار قناة أم بي سي وقف البرنامج حتى لا يؤثر على العملية الانتخابية، إلا أنها بعد انتهائها ونجاح الرئيس عبد الفتاح السيسي ومع استمرار وقف البرنامج خرج باسم في مؤتمر صحفى معلناً وقفه: ''دور البرنامج هو الكوميديا وليس سياسي، أنا اتبهدلت من وراء هذا البرنامج .. من تشويش وتحقيق مع النائب العام، ورغم ذلك كنت اطلع كل أسبوع، وده مش مناخ يطلع منه برنامج كوميديا، إحنا جبنا أخرنا''، وهو ما اعتبره البعض جبنًا أو بيعًا للقضية لاسيما في ظل رفضه فكرة عرضه على الإنترنت من جديد كما كانت بدايته من الأساس. وكلما تقدمت الساعة زادت الأقاويل والشكوك والتأويلات البعض، معتبرًا أن باسم يوسف لم يكن سوى أداة استخدمتها أجهزة سيادية ضمن خطة إسقاط مرسي، وآخرين رفضوا تلك الفكرة أو التشكيك فيه، معتبرين أن ما حدث كان "انقطاع نفس".
محمود بدر ازدادت الأضواء من فوقه ليخفت هو تحتها، بدأ وكأنه عاجز عن مضاهاتها أو هي مَن عجزت عن تلميعه، بدء وكأنه قائد وزعيم شبابي لينتهى به الأمر بمصنع لإنتاج البسكويت المدرسي بقرار صادر عن مؤسسة الرئاسة. هو محمود بدر، الصحفي والمؤسس لحملة تمرد التي أطاحت بالرئيس المعزول محمد حسني مبارك، ليبقى من وقتها كما يعرف بنجم الشباب وصاحب الكلمة الأولى الممثل عن الشباب، ولكنه لاقى على مدار العام الأخير نوعًا من الانتقادات من صفوف الشباب أنفسهم، حيث اعتبره البعض تابعًا للنظام وآخرون قالوا إنه ترك صفوف الشباب منذ زمن. "كل شيء لم يجدِ معه نفعًا؛ ظن أنه فى مأمن حينما خيل إليه أنه بطل وشاب يمتلك كاريزما الزعامة بقلائل المنتفعين من حوله بعد أن صوروا له الأمر بأنه المنتصر الأوحد فى صفوف الشباب"، هكذا كان رأى زيزو عبده، القيادي بحركة شباب 6 ابريل، فى محمود بدر والذى قال إنه تنكر لرفاقه وأقرب الأقربين له طمعًا فى مآرب لم يحصل إلا على القليل منها. وتأتى تلك الانتقادات ضمن سلسلة من الهجوم لاقها بدر الأمر الذى دفع لإخفات نجمه، وترتب عليه تعطيل إجراءات حزب الحركة الشعبية الذى يسعى بدر لتدشينه، حيث جاء قرار لجنة شئون الأحزاب بوقف أوراق الحزب وهو ما يعتبر أولى خطوات الاستغناء عن بدر. وانتهى الأمر ببدر بقرار جمهوري من الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى قرر منحه أرضًا يبني عليها مصنع تغذية مدرسية"بسكويت"، وهو ما رفضه البعض، متسائلين هل هو بمثابة نهاية الخدمة. ورد بدر على هؤلاء عبر صفحته على الفيس بوك، قائلا:"إن الأرض كانت حمامات عامة وتم تخصيصها له لخدمة المجتمع".