هاجم الدكتور حازم حسني - الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية - تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي انتقد فيها مطالبة البعض بإسقاط النظام . وقال حسني في تدوينة : فى أبريل 2011 - بعد نحو شهرين من تسلم المجلس العسكرى لمقاليد الحكم بالبلاد - كان أول ظهور إعلامى لى بعد الثورة ... وقتها نصحت المجلس العسكرى، الذى كان السيسى أحد أعضائه، والمسؤول الأول عن المخابرات الحربية، بأن يميزوا بين الدولة وبين النظام السياسى ونظام الحكم والنظام العام ... وقلت لهم بوضوح وقتها إن عليهم العمل بأسرع ما يمكن على إتمام إسقاط النظام السياسى الفاسد الذى ثار عليه المصريون لأن أى تلكؤ فى إسقاط هذا النظام الفاسد سيؤدى لسقوط النظام العام، ثم سقوط نظام الحكم الجمهورى، وأخيراً - لا قدر الله - سقوط الدولة! وأضاف: لم يستمع أحد بالمجلس العسكرى لهذه النصيحة، ولم يستوعبها حتى السيسى - الذى يعتبره البعض عبقرية نادرة - وذكر لنا اليوم أنه لا يوجد شئ اسمه النظام كى يسقط!! ... أسقط الرجل بهذا القول المجانى كل "الفيوزات" التى تنقذ الدول الحديثة من الانهيار ... كانت هناك من وجهة نظرهم - على ما يبدو - دولة لا "فيوزات" لها تمتص الصدمات، ثم هم اختزلوا الدولة فى مؤسساتها - كما قال السيسى بنفسه اليوم - ومن ثم فإن لنا أن نتخيل السيناريو الكارثى لما يمكن أن يحدث إذا ما سقط شئ ما فى المستقبل القريب من هذه الدولة التى نزعوا منها كل "الفيوزات" التى كان يمكن أن تنصهر وقت الأزمة لإنقاذ الدولة من الكارثة! وأردف: بعد هذه النصيحة التى بذلتها لهذا المجلس، الذى فعل بمصر ما فعل، يطالبنى البعض بأن أقول لهم ما الحل، وما هو البديل عما نحن فيه!! ... ومع ذلك بذلت للسيسى هذا العام - كما بذلت لكل أركان حكمه - نصيحة ثمينة (لو يعلمون) على قناة "أون تى فى" مع الأستاذ عمرو خفاجى حين نصحتهم بأن يخصصوا نصف ساعة يومياً لقراءة تاريخ بلادهم علَّهم يعرفون قيمة الدولة التى يحكمونها، لكنهم وبالدليل القاطع - على ما ثبت لنا اليوم من حديث السيسى - لا يحبون القراءة!! ... ماذا نفعل لهم إذن سوى أن نقرأ نحن بدلاً منهم، وسوى أن نسقط نحن النظام السياسى الفاسد الذى ينكرون وجوده فاسداً كان أو صالحاً؟!! وتابع : ينكر أنصارهم علم السياسة وعلم التاريخ، ويسخرون منهما ومن غيرهما من علوم الدولة، ثم يسألون وبراءة الأطفال فى كلماتهم: وما البديل؟ ثم ينصحوننا بأن نقول خيراً أو أن نصمت!! المعنى فى بطونهم هو "اهتفوا للسيسى أو اصمتوا"، فقد جعلوا منه "الحق" ولا حق غيره، وبقى أن يصفوه بأنه "الحق سبحانه وتعالى"!! اللهم رحمتك وعفوك ورضاك!